International Journal of Academic and Applied Research (IJAAR)
  Year: 2021 | Volume: 5 | Issue: 10 | Page No.: 102-105
The Influence of Heresy in the First Abbasid Period
Dr. SAIDA ELNALEM ABDALLA MUSA

Abstract:
This paper dealt with the influence of heresy in the first Abbasid period, a topic to address the question of the heretical groups that posed a threat to the Islamic State in general, and the first Abbasid era in particular. The paper aimed at the meaning of heresy in language and terminology, and then the origin of heresy and its origin in the Islamic State. The reasons for its spread politically, religiously, culturally and socially, and then the religious, social, political, economic, cultural and intellectual effects that resulted in it in the first Abbasid era, and the study followed the historical scientific method of listing, arranging and analyzing facts and information. It also followed the descriptive and inductive approach in the treatment of scientific material. The study reached several conclusions, the most important of which are: the remarkable expansion in the Islamic state and its distance from the decision centers and its composition of different elements of gender, mentalities and religions inherited and the modernity of its era in Islam, and the beliefs it carried were the causes of the spread of heresy, and accordingly it was concluded The study has a number of recommendations, including: encouraging graduate researchers in the history department to address topics related to destructive revolutions in spreading the ideas of heretics. بسم الله الرحمن الرحيمأثر الزندقة في العصر العباسي الأول في الدولة العباسية الأولى ورقة بحثية بعنوانإعداد الدكتورة : سيدة النعيم عبد الله أستاذ مساعد - كلية الآداب - جامعة سنارأثر الزندقة في العصر العباسي الأولدكتورة سيدة النعيم عبد الله مستخلص تناولت هذه الورقة أثر الزندقة في العصر العباسي الأول، وهو موضوع لمعالجة إستفحال جماعات الزندقة التي شكلت خطورة على الدولة الإسلامية عامة ، والعصر العباسي الأول خاصة. حيث هدفت الورقة إلى معني الزندقة لغةً واصطلاحاً، ثم أصل الزندقة ونشأتها في الدولة الإسلامية . وأسباب انتشارها سياسياً ودينياً وثقافياً واجتماعياً ، ثم الآثار الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية التي ترتبت عليها في العصر العباسي الأول ، واتبعت الدراسة المنهج التاريخي العلمي لسرد الحقائق والمعلومات وترتيبها وتحليلها . كما اتبعت المنهج الوصفي والاستقرائي في معالجة المادة العلمية . وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها: إن التوسع الملحوظ في رقعة الدولة الإسلامية وبعدها عن مراكز القرار وتكوينها من عناصر مختلفة الجنس والعقليات والديانات الموروثة وحداثة عهدها في الإسلام ، وما كانت تحمله من معتقدات كانت أسبابا في انتشار الزندقة ، وبناءً على ذلك خُتمت الدراسة بعدد من التوصيات منها: تشجيع الباحثين في الدراسات العليا في قسم التاريخ لتناول الموضوعات الخاصة بالثورات الهدامة في نشر أفكار الزنادقة .سيدة النعيم عبدالله موسى -( بكالوريوس - ماجستير - دكتوراه ) جامعة الجزيرة - كلية التربية - أستاذ مساعد جامعة سنار - كلية الآداب مقدمة: الزندقة زاخرة بالمواضيع التي تستحق الدراسة والتحليل وذلك لتعدد مذاهبها ومعتقداتها ومفاهيمها في ثوراتها المتعددة . أسباب اختيار الموضوع :هنالك عدة أسباب أدت إلى اختيار هذا الموضوع منها :- معرفة المبررات والأبعاد التي ساعدت على تعاظم تلك الظاهرة وتفاقم خطرها على الدولة الإسلامية بصفة عامة والدولة العباسية بصفة خاصة .-الإشارة إلى الأسباب التي ترتبت على ظهور الزندقة في العصر العباسي الأول .- البحث عن وسيلة لمعالجة الأفكار المتطرفة المنحرفة التي بدأت تطل برأسها .أهمية الموضوع:تأتى أهمية الموضوع من جانبين :الأهمية الموضوعية : تأتي أهمية موضوع الزندقة من منطلق إنها إحدى الأفكار الهدامة المعادية للدين الإسلامي لأن قيادتاها اهتمت بنشر سمومها في البلاد التي فتحها المسلمون ودانت لهم بالقوة ولم يمكن في مقدور الشعوب المغلوبة على أمرها مقارعة الدولة الإسلامية في حصنها. لذا عمدت للمقاومة بأسلوب أخر أخطر من السلاح أي مقارعة الدين الإسلامي بدين زنديق بمعنى مقاومة الفكر بفكر أخر مضاد له.الأهمية النظرية :تتكون الأهمية النظرية من ناحية كشف ومحاربة الأفكار والأديان التي لا تتم إلا بالأفكار ومجابهة أسلوب القوة لا تفله إلا القوة ، لذا فان أسلوب الخلفاء العباسيين لم يفلح في القضاء على الزندقة ، بل ظلت تنمو وتتطور حتى استفحل أمرها وترتب عليها أثار سلبية في العصر العباسي الأول .للزندقة أفكار هدامة معادية للدين الإسلامي تكمن مشكلة الموضوع في الغموض والاختلاف الكبير حول الروايات التي تناولت معني الزندقة وأصولها للوقوف عليها ومحاولة ترجيح الروايات للوصول إلي الحقيقة المنشودة .أسئلة الموضوع:السؤال المحوري الذي يدور حوله الموضوع - هل للزندقة أفكار هدامة معادية للدين الإسلامي؟وهناك أسئلة أخرى متعلقة بهذا السؤال هي:- هل هناك اثر واضح لمعنى الزندقة ؟- هل نجحت الأفكار والأديان وأساليب القوة في القضاء على الزندقة ؟- ما هي الآثار السلبية للزندقة في العصر العباسي الأول ؟منهج البحث :تفرض طبيعة هذا الدراسة في أن أسلك المنهج الوصفي والمنهج التاريخي.مشكلة الموضوع : تكمن مشكلة الموضوع في الغموض والاختلاف الكبير حول الروايات التي تناولت معني الزندقة وأصولها للوقوف عليها ، ومحاولة ترجيح الروايات للوصول الي الحقيقة المنشودة .حدود البحث:الحدود الزمانية : (132هـ- 227م) -( 750 ه- 842م) وهى تحدد خمسة وتسعين عاماً اي ما يقارب قرن من الزمان .الحدود المكانية : حدود الدولة العباسية في العصر العباسي الأول والتي تمتد من حدود الصين إلي المحيط الأطلسي ومن أواسط أسيا إلى إقليم الهند وجنوب الجزيرة العربية وشمال النوبة.المبحث الاول: -معنى الزندقة:تعددت معاني كلمة زندقة ومدلولاتها في اللغات المختلفة كما اختلفت عند العلماء والفقهاء حسب الحقبة الزمنية التي ظهرت فيها فمثلاً قبل الإسلام كان لها معنى وفي العهد الأموي لها معنى أخر وفي العصر العباسي معني ثالث وفيما يلي بعض النماذج من المعاني اللغوية المختلفة للزندقة .1/ معنى الزندقة في اللغة الفارسية :نصت كثير من المصادر والمراجع اللغوية والتاريخية إلى أن كلمة زنديق معربة تعود أصولها اللغوية للغة الفرس وأخذها العرب عنهم وعربوها .(1)) أبن خلدون،1967 ،ص،171) ولفظ زنديق فارسي معرب كما وردت بلفظ(زندكر) وهو الذي يقول ببغاء الدهر . وفي الفارسية أن الزنديق هو الضيق وقيل الزنديق لأنه هو الذي ضيق على نفسه ، وأيضا تعنى الردة شرطاً والإلحاد والإجرام والخروج عن دين الدولة .(2)(أبن طباطيا،1997 ،ص181 )2/ معنى الزندقة في اصطلاح الفرس :كان أهل الفرس قبل الإسلام يتمسكون بالديانة الزرادشتية ومذاهبها وأصولها تمسك غير عادي لا يتهاونون في تطبيق مذاهبهم , كما تطلق علي أصحاب ماني ومن هنا فهي كلمة تطلق علي كل كافر أو ملحد. ومصدرها عند الفرس يعود إلى لفظ زند وهى شرح لكتاب زرأدشت (الابستاق) معناه المتن الأصل والقانون وفى الفارسية كتاب يحتوى على الأساطير القديمة وأدعية وتسبيح وهي نصوص الطقوس) ويمنعون العمل بغير نصوص الاستباق ولا يستثنون في هذا شيئاً حتى الزند ، وكانوا يعتبرون الرجوع إلى شيء أخر من الشرائع اعتقاداً أو عملاً وترك نصوص الاستباق مخالفة عظيمة وهذه المخالفة تسمى الزندقة أذن فكانت الزندقة عندهم هي مخالفة الاستباق أو ترك العمل به في اصطلاح الفرس .(3)(اليعقوبي،1960،ص،267)2 / معنى الزندقة في الدولة الإسلامية : من معاني الزندقة في الإسلام الشك والإلحاد بل الكفر وقد اختلفت معاني الزندقة باختلاف العصور فقد كان العرب في الجاهلية يطلقون لفظ الزنديق على من ينفي وجود الله سبحانه وتعالى ويقول له شريك كما أن الزنديق من يبطن الكفر ويظهر الإيمان .(3)(الشوكاني،1973،ص،31) وكانت للزندقة في العصر النبوي دين خاص من أديان الفرس أخذتها قريش من الحيرة لأنها كانت تحت حكم الفرس في ذلك العهد فان الزنادقة هم المناوبين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وكانت لهم تنظيمات يرأسها كبار الرؤساء والوزراء والكتاب من موالي الفرس .(4)(اليعقوبي،1960، ص،32)وفي العصر الأموي كان لفظ زنديق يطلق على كل من يتأثر بالفرس أو يسرف في العبث والمجون ويتمسك بعقيدة الثنية وعبادة الهين وإتباع تعاليم ماني .((5(شلبي(د.ت)،ص،34)وفي العصر العباسي الأول اقترنت بالبحث العلمي الذي كان ظاهراً وواضحاً وكان العلم في هذا العصر مختلفاً عما كان سائداً في العصر الأموي الذي اختصرت العلوم على جمع الأحاديث وتفسير القران واستنباط الإحكام الشرعية منها ، إما في العصر العباسي فقد ظهرت علوم تثير الشكوك وتبحث الزندقة مثل انتشار مذاهب الكلام والجدل الديني حول المسائل الأساسية من الآيات والبحث الفلسفي مثل أبحاث أرسطو وأفلاطون .3 / معنى الزندقة في الدولة العباسية :هنالك عدة أسباب أدت إلى انتشار الزندقة في العصر العباسي الأول بصورة أوسع مما كانت عليه . وهى الأسباب الدينية وبقاء بعض مناطق الفرس على الديانات القديمة حتى عهد العباسيين ، كما اسلم بعضها الأخر إسلاماً حديثاً. مما أدى إلى ظهور الإلحاد والأهواء والنحل والبدع الغريبة في المجتمع الإسلامي ، وعندما ظهرت ظاهرة الإلحاد بادي الأمر في الدولة الأموية على يد جعد بن درهم ولم يعرها بني أمية اهتماماً. مما مكنها من الانتشار رويداً رويدا حتى قوي ساعدهم في العصر العباسي الأول .(6)(عطوان،1980،ص،90)أما الأسباب الاجتماعية عندما ازداد عدد الأعاجم في دولة بني العباس وبالتالي تسربت أفكارهم فكانت لهم الغلبة عما عرف به خلفاء بني العباس من سياسة التسامح مع أهل الذمة فانتشرت المعتقدات الباطلة وادي ذلك إلى انتشار الزندقة .وكذلك طبيعة التركيب البشري في العراق إذ كان بجانب العرب أجناس مختلفة من الناس وكان لكل جنس منهم ثقافته وعاداته وفي ظل هذه الظروف الاجتماعية المتباينة انتشرت ظاهرة الزندقة . وأيضا الجو الاجتماعي الزاخر بألوان الترف والبذخ وجد الزنادقة فيه هواياتهم وهدفهم ، وأصبح الباب مفتوح لهم على مصراعيه لنشر معتقداتهم خاصة وإنهم عانوا تحت وطأة سلاطين الفرس الساسانيين .(8)( الطبري(د.ت)،ص308)أما الأسباب الثقافية والفكرية التي أدت إلى انتشار الزندقة في العصر العباسي الأول، سياسة التعريب التي نمت في عهد عبد الملك بن مروان للدواوين في العراق والشام ومصر حيث كانت دواوين العراق باللغة الفارسية ودواوين الشام باللغة الرومية ودواوين مصر باللغة القبطية .وبهذا أثارت سياسة التعريب سخط الموالي والفرس إذ اعتبروا هذه السياسة هي المرحلة الأخيرة في نهاية القومية الفارسية ، كما كان لهذا التعريب الأثر السيئ في نفوس الموالي ، فضلاً عن استغناء الحجاج بن يوسف عن الموظفين الفرس فقدوا نفوذهم مما أدي إلى سخط الموالي وحنقهم .(9 )(أبن كثير(د.ت)،ص،155).أما الأسباب الاقتصادية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالأحوال السياسية والاجتماعية والإدارية فالثروات التي تمتع بها الخلفاء العباسيين والترف الذي عاشوا فيه في ذلك العهد أدي إلى زرع البغض والكراهية في نفوس البعض مما أكثرهم يميل للرجوع لدياناتهم القديمة والتمسك بتعاليمهم . فمثلا نجد الخليفة المنصور بنا مدينة السلام ومسجدها وقصورها وأسواقها بمبالغ طائلة مما أدي إلى الأزمات المالية , فانعكس ذلك على حياة المواطنين من ضيق عيشتهم . فادى لتمردهم على الوضع وظهور الثورات ومن الأسباب أيضاً الاقتصادية التي أدت إلي انتشار الزندقة في ذلك العهد: تذبذب أسعار السلع وقلة السلع المعروضة في الأسواق. فتفشي الغلاء بين الناس مما أدي لردود أفعال واسعة تفشت المجاعات والأوبئة والكوارث فظهر ذلك على الطبقات الفقيرة من الناس ولا سيما الضعفاء فادى ذلك إلى ميل ضعاف النفوس إلى إتباع الديانات القديمة .( 10)(أبن الجوزي،1985،ص144)كما كانت مشكلة الضرائب من ابرز المشاكل التي أدت لانتشار الزندقة فظهرت معالم الظلم فكان الناس يحتجون أحيانا كثيراً عن السلطة بسبب الضرائب التي يعتبرونها غير شرعية . كما كان الخلفاء العباسيون ينفقون الأموال الطائلة في مناسباتهم الخاصة فنتج عن ذلك أزمات اقتصادية ومجاعات أدت إلى ظهور الثورات التي تدعو لتعاليم مزدك (مؤسس الديانة المذدكية القديمة ) التي تنادي بالمساواة بين الناس باعتبارهم شركاء في المال والنساء.(11)( أبن كثير(د.ت)،ص،5) ظلت الزندقة تتسرب إلى الدولة الإسلامية رويداً رويدا حتى أصبحت خطراً جسيماً عليها في عهد الخلافة العباسية ثم انتشرت في خراسان والكوفة التي كانت مركز حروب وفتن بين العلويين والدولة العباسية . وامتدت من خرسان مهد الدولة العباسية وكانت هذه البلاد قريبة من مراكز الدولة العباسية في بغداد على الرغم من أنهم آزروهم وعاونوهم على إسقاط الدولة الأموية وإقامة الدولة العباسية وهكذا حاصرت الزندقة العباسيين في الأماكن الهامة مثل الري ونيسابور وغيرها من المدن، ثم تسربت إلى بيوت الوزراء والشعراء والأمراء . (12 )أبن كثير(د.ت)،ص،5)مما سبق يظهر أن الزندقة لم تظهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لحداثة الإسلام وعدم خروجه من شبة جزيرة العرب ، كما لم تظهر في العهد الراشد لأن تلك الفترة شهدت فتوحات ودخلت في الدولة الإسلامية الأمم والشعوب في الإسلام ومارسوا معهم سياسة التسامح الديني فظلت بعض الشعوب على دينهم ولكن ظهرت بصورة جلية في أواخر العهد الأموي فاعتنقها من الخلفاء الوليد بن يزيد ومن الشعراء صالح بن عبد القدوس وبشار بن برد وغيرهم من الشعراء ، ومن العامة الكثير ومنهم يحي بن زياد وهذه بعض الشواهد يري الباحث أن انتشار الزندقة في العصر العباسي الأول لها تراكمات وعوامل ساعدت على انتشارها منها الأسباب الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية .ونجد أن الزندقة تطورت تطوراً ملحوظاً في العهد العباسي الأول لها مبررات كثيرة منها ظهور الترف المادي في الدولة العباسية وأيضا إحساس الموالي بان الدولة العباسية قامت على أكتافهم في دولتهم كذلك محاولة الموالي الانتقام من العنصر العربي الذي اضهدهم بالأمس في الدولة الأموية وأيضا عودة العادات والتقاليد والطقوس التي كانت سائدة في الدولة الفارسية البائدة للقضاء على الدين الإسلامي الوليد .المبحث الثاني : - الأثر الديني للزندقة في العصر العباسي الأول:لقد كانت للفرس ديانات ومذاهب قديمة اعتنقوها قبل الإسلام مثل اليهودية والنصرانية والمجوسية والزرادشتية . وبعد انضمامهم للدولة الإسلامية اعتنقوا الدين الإسلامي لكن مذاهبهم ظلت متغلغلة في دواخلهم وظلوا متمسكين في أنفسهم لمذاهبهم ومعتقداتهم الدينية القديمة ، وقبلوا الإسلام على مضض ليخدعوا به المسلمين ، وعندما انتقلت الخلافة من الأمويين إلى العباسيين نجد أن الشعوب كانت مستعدة لقبول الدعوة العباسية، ويرجع ذلك لسياسة التمييز العنصري وتفضيل خلفاء بني أمية للعرب دون الأجناس الأخرى مما أثار حفيظة الموالي ودفعهم للتخلص منهم.(13)غربال،1980،ص،985) ولا غرابة إن اعتمد عليهم العباسيون في كثير من تصريف شؤون الدولة بينما اعتمدت الدولة عليهم اعتماداً كاملاً مصدقاً لمقولة المنصور لأهل خراسان : ( انتم شعبنا وأنصارنا وأهل دعوتنا ) ويرجع ذلك لقيام الدولة العباسية على أكتاف الفرس وكان من الطبيعي أن ينالوا نصيبهم الأوفر في دولة العباسية.(14))أبن خلدون،1967،ص274) ونجد الاعتماد على الفرس والرفع من مكانتهم في العصر العباسي قد آثار عده مشاكل في الدولة ويرجع ذلك الى تمسك الفرس بمعتقداتهم ومجدهم القديم ، فظلوا يحنون لها ويسعون جاهدين بكل السبل لعودتها على الرغم من إظهارهم للإسلام ولكن لحين(15)المسعودي1965،ص178) . ويظهر ذلك مثلاً في قول نصر بن سيارة عندما خاطب النزارية (هم بدو من قبيلة قيس ) واليمانية ( هم بدو من قبيلة اليمن ) بقولة :- أبلغ ربيعة في مرو وإخوانهم فليفضوا قبل ألا ينفع الغضب ولينصرنا الحرب إن القوم قد نصروا حرباً يحرق في حافلها الخطب ما بالكم تقعون والحرب بينكم كان أهل الحجا عن رأيكم غرب وتدركون عدواً قد أظلمكم مما تأشب لا دين ولا حسب(16)( أبن عبد ربه1995،ص35 ) يتضح من الأبيات أعلاه يحذر نصر بن سيار العرب من الخطر الداهم عليهم ، وان لا يشتغلوابالحرب بينهم وأن القادمين إلى ديار الإسلام من النحل الجديدة والفرق كانوا وثنين لا دين لهم يسعون لإزالة حضارة وثقافة الدين الإسلامي لهذا روج الزنادقة لمذاهب الثنوية وسعوا لنشره داخل مجتمع الدولة الإسلامية ، منكرين الديانات الأخرى بما فيها الإسلام دين الدولة العباسية الرسمي بل ذهب بهم الأمر إلى عدم الاعتراف بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وليست هذا فحسب بل حاول الزنادقة وضع كتاب يشبه القران الكريم في أسلوبه وبلاغته كما سعوا إلى أحياء تراث ماني الفارسي القديم ، ونشر الكتب القديمة وترجموها من الفارسية إلى العربية مستهدفين من خلالها مقارنة التراث الإسلامي العربي وإحلال تراثهم وثقافتهم لكن هيهات لهم (17 )( الجاحظ،(د.ت) ص،6 ).ولم يسلم القرآن الكريم ولا أسلوبه ومحتواه وأفكاره من الزنادقة فمثلاً قد حاول عبد الكريم بن أبو العوجاء أن يصنع كتاباً يعارض فيه القرآن الكريم . كما هاجمت الشعوبية العرب في عقر دارهم خاصة عقيدة الإسلام التي سادوا بها الأمم ودانت لهم بها الأقطار فاتخذوا من الزندقة سلاحاً يكيدون ويحاربون به الإسلام ويحلون به المسلمين عن دينهم ولكي يصلوا إلى تلك الغاية أنكبوا على اللغة العربية والقرآن الكريم يدرسونها ويبحثون فيها حتي تكون لهم القدرة على دس الأحاديث والآيات الملفقة والمكذوبة حتى تشيع البدع والدجل على أيديهم.(18)( عطوان(د.ت)،ص،23 ) وكانت حملاتهم لتشويه الأحاديث النبوية الشريفة فقد وضعوا الأحاديث الكثيرة في فضل الفرس ،ومن أشهر المؤلفين الذين أسرفوا في اختراع الأحاديث عبد الكريم بن العوجاء الذي وضع أربعة ألف حديث مكذوب نسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .(19)( الاصفهاني،1985،ص،147)ومن الآثار الدينية أيضا تشويه سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والدليل على ذلك جهود الزنادقة في تزيف سيرة الصحابة فمثلاً وجدوا ضالتهم في الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه بحكم انتمائهم له وروجوا له من الحكمة والزهد والعلم والمعرفة ما لم يروجوا لصحابي أخر حتى جعلوا عمره فوق أعمار الناس ويشيدون بإشارة سلمان الفارسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ولم يكن العرب يعرفون حفر الخندق ولذا أصبح العرب مدينين للفرس بهذه الاستراتيجية الدينية .(20) (أبن حجر،1992،ص140)كما امتدت أيادي الزنادقة العابثة إلى كتب الفقه وتفسير ما بها من الأحكام وذلك عن طريق الفقهاء الشعوبيين الذين دسوا الأحكام الزائفة والتي تثير الفتن والبلبلة وبدأت نوايا الزنادقة السيئة في أمور الفقه حتى تناولت أمور الفقه ومعاملات الناس وارتكاب المحرمات .(21)(الليثي1968،ص،182) ولعل من ابرز تعاليم الإسلام الحث على مكارم الأخلاق والنهي عن ارتكاب المحرمات وخاصة الخمر والميسر لآنها تهدم كيان المجتمعات (22)(الطبري،(د.ت)،ص385 ) ويقول الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) (المائدة ،الآية91)كما حاول البرامكة استغلال الخمر ، والمجون والرقص والغناء محاولين تهديم المجتمع الإسلامي وانحلاله ، واتخذوا من قصورهم مكاناً للمجون.(23) (فيلب،1965،ص414)وأخيرا بدوا في استغلال مواطن الخلاف خاصة فيما يتعلق بالخلافات السياسية التي وقعت بين المسلمين أنفسهم منذ العهد الراشد إلى الأموي ثم العصر العباسي الأول حتى يجدوا ضالتهم إلى نشر أفكارهم الهدامة اغتيال عثمان بن عفان رضي الله عنه ، والصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية ابن سفيان والنزاع بين الأمين والمأمون كل هذه الشواهد تبين بجلاء ذلك الحقد الدفين الذي انطوت عليه قلوب هؤلاء الزنادقة.(24)(أطياف(د.ت)،ص،244) وخلاصة القول ترتبت على هذه الأفكار والحملات الإعلامية الشعراء استجابة ضعاف الأيمان والنفوس وكذلك المبررات التي أدت إلى تلك الصراعات في الدولة الإسلامية كانت خير معين . كذلك ظهور صفوة من العلماء قادهم أيمانهم العميق لمواجهة هذه الحملات ورفض بعضهم أي منصب عرضة الخلفاء العباسيون عليهم . المبحث الثالث: - الأثر السياسي للزندقة في العصر العباسي الأول :ومن الآثار السياسية التي ترتبت على ثورات الزنادقة في العصر العباسي الأول موقف الخلفاء العباسيين من وزرائهم ، وإسناد مناصب الحكم لهم مثل الوزارة وقيادة الجيش ومثال لذلك حفص بن سليمان أول وزير أول خليفة في العصر العباسي الأول وبعده خالد بن برمك(25)(أمين،1993،ص،159) وهكذا قد اتسعت التهمة والخيانة بعض الأحيان على الأشخاص غير المرغوب فيهم سياسياً كوسيلة للانتقام أو التخلص منهم وكانت النتيجة قتل كثير من الناس تحت ستار الزندقة ظلماً ومن الشخصيات المهمة التي وُجهت إليهم التهمة الكاتب المعروف عبد الله بن المقنع قتل بسبب تزوير بعض الوثائق الرسمية الخاصة بصياغة الأمان التي أعطاه المنصور لعمه عبد الله بن على. واتهم البرامكة بالزندقة لأنهم كانوا يشجعون المناظرات الكلامية بين علماء المسلمين وغير المسلمين . ومن الآثار السياسية أيضا محاولات العباسيين التخلص من نفوذ أهالي خراسان الذين ظهرت بينهم الزندقة واتخاذ عدد كبير من الجند وتسليحهم وتنظيمهم للاستفادة منهم للقضاء على الخراسانيين مما أدى إلى الوقوع في يد المماليك واستبدادهم وخاصة الترك.(26 )الطبري(د.ت)،ص،372) وهكذا اشتعلت الثورات في شرق الدولة كلما خمدت ثورة اندلعت أخري، وكان أخرها ثورة بابك الخرمي في أذربيجان والتي استمرت نحو عشرين عاماً ، وقد كلفت الدولة كثيراً من الجيوش إلى أن قضي عليها أخيراً الخليفة المعتصم بعد أن شكلت الخرمية خطورة سياسية واضحة في عهده خاصة عندما تحالفت مع الدولة البيزنطية العدو التقليدي واللدود للدولة العباسية(27)( الفخري،1997،ص، 181) . ونجد في حرص خلفاء بني العباس في إقامة الحكم على أساس ديني فأشركوا رجال الدين وزعماء المذاهب في النظم الإدارية وقد أدي ذلك للتنافس بين زعماء المذاهب في التقرب من السلاطين والقادة ، ومحاولة زرع الفتن بين القادة والمذاهب الأخرى والاستهتار بها لإبعاد زعمائهم عن المناصب ويتم ذلك عن طريق اتهامهم بالزنادقة .(28)(مرسي(د.ت)ص188)كما كانت تهمة الخليفة لوزيره وتحقق للخليفة ولعماله أهدافا منها التخلص من الأعداء السياسيين وكسب حب الشعب لهم والدليل على ذلك أن الخليفة المهدي عندما جهز جيشه لغزو الروم سنة 163ه-769مارسله للزنادقة فقتلهم وقطع كتبهم فوجد هذا ارتياح من الشعب لذا فمن أرادوا التخلص منه اتهم بالزندقة.(29)(الجاحظ(د.ت)،ص24) .كما إن الاتهام بالزندقة لم يقف عند هذا الحد بل كان الاتهام بالزندقة أيسر طريق يلجأ إليه عالم أو أديب للإساءة إلى عالم أو أديب أخر ، وكان الشاعر يكون صديق شاعر ، ثم تكون بينهم جفوة فأول من يرميه به انه زنديق مثل الهجاء بين بشار بن برد حماد بن عجرد وأخيرا استطاع الفرس السيطرة على الدولة العباسية وقد هيئ لهم الأتراك لذا أصبح الفرس المسيطرين على الدولة فسخروا الخلفاء لمصالحهم وأصبحت الدولة تحت قبضتهم. (30).) أبن الاثير،1982،ص63)المبحث الرابع: - الأثر الاجتماعي للزندقة في العصر العباسي الأول :لقد شهد العصر العباسي الأول تحولاً في تركيبته الاجتماعية وأسسه ويمكن التميز بين الطبقات الاجتماعية والعلاقة بينها وعاداتها وتقاليدها وقيمها .(31) (أبو طالب(د.ت)،ص،62)وكان لكل طبقة اسم أطلقه عليها الآخرين من هذه الطبقات مثل العرب وعلى الأخص المخضرمين واليمنيين والفرس والموالي ( هم المسلمون من غير العرب وهم في الأصل اسري حرب أصبحوا في منزلة الرقيق ثم اسلموا فعتقوا ) وأصبحوا موالي فقد اقترن إسلامهم بالدخول في حزمة العرب وتحالفوا معهم ) ولكن هنالك عوامل أثرت في حياة الموالي الاجتماعية تعصب العرب ضدهم بدأت منذ مقتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) وقد احتقر الأمويون بتأثير العصبية جميع القوم الغير عرب ، ولكن عندما جاء العصر العباسي الأول وميز الشعوب والطبقات .ومن طبقات الشعب في ذلك العصر اهل الذمة ( وهم النصارى واليهود ، وكانوا يتمتعون بكثير من التسامح الديني كما نجد الحاجة إلى المعيشة المشتركة ينبغي ان يكون فيها الوفاق بين المسلمين والنصارى .(32) ( حسن،1956،324)وأخيرا طبقة الرقيق ( وهم طبقة كبيرة في العصر العباسي الأول ) لم ينظر الخلفاء العباسيون إلى الرقيق نظرة امتهان وازدراء بدليل أن بعض الخلفاء كانت أمهاتهم من الرقيق وهذا المجتمع بمختلف ألوانه وأجناسه من عنصر عربي وموالي واصل ذمة ورقيق انصهرت في بوتقة واحدة تكون منها المجتمع الإسلامي ويرجع سبب انصهاره لأسباب منها على سبيل المثال قيام الدولة العباسية على أكتاف الفرس والموالي ولذلك اضطرت الدولة للاعتماد عليهم في جميع شئونها وكان لابد من المساواة بينهم في جميع الحقوق المختلفة . (33)(حسن،1956،ص،325)لكن على الرغم من ذلك هددت ثورات الزنادقة التي ظهرت بين طبقات المجتمع المختلفة, إلا إن المجتمع العباسي قام على الأسس الاجتماعية التي نادي بها الدين الإسلامي دليل على ذلك الدولة العباسية في بداية دعوتها نادت بالمساواة بين المسلمين عرباً وموالي ، عبيد وأحرار في السياسة والاقتصاد التي أدت إلى تجنيد الجماهير العربية والفارسية وغيرها فشاركت في الثورة ضد الاموين .(34)( الليثي،1968 ،ص190)ولكن رغم ذلك كانت الزندقة تعمل على هدم الإسلام فهي بالتالي تريد هدم مبادئه وقيمه الروحية ومثله العليا ومن هذه أسس الأساسي الاجتماعي ،على سبيل المثال حماد عجرد الذي كان أكثر الزنادقة تهتكاً مجونا وخلاعة حتى خاف منه كبار الناس في المجتمعات لأنه كان ضعيف العقيدة فاسد الدين ملازماً للمنكرات والمعاصي تاركاً للصلاة .(35)(الاصفهاني،1990،ص،181)ومن الشعراء الذين اثروا في المجتمع العباسي بشار بن برد الذي صار منزله منتدى تتردد عليه النساء ويشاركن في اللهو حتى أصبح خطراً شديداً على القيم الاجتماعية كما دعي بشار بن برد إلى عبادة النار الفارسية وقال :إبليس أفضل من أبيكم ادم فتبينوا يا معشر الأشرار النار عنصره وادم طينته والطين لا يسمو سمو النار الأرض مظلمة والنار مشرقة والنار معبود مذ كانت النار(36)( حسن طه ،1919،ص،161)ويتضح من الأبيات السابقة إن بشار بن برد فضل عبادة النار على العقيدة الإسلامية ، وان هذه المقارنة بين فيها أفضلية الخلق من طين والخلق من نار كانت منذ خُلق أبونا ادم عليه السلام حيث قال المولى عز وجل في محكم تنزيله ( وإذا قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من ...الخ) المبحث الخامس: - الأثر الثقافي والأدبي للزندقة في العصر العباسي الأول: بلغت الحضارة الإسلامية أوج عظمتها في العصر العباسي الأول ، خاصة في الجوانب الفكرية والثقافية ولكن امتدت أيادي الزنادقة إلى ميادين الفكر والثقافة والدين والحياة الاجتماعية .(37) ( الليثي،1968،ص،351)ولم تظهر الثقافة الإسلامية بظهور الدولة الإسلامية بسبب إن اغلب العرب في طور البداوة التي اكتسبوها من بيئتهم كعلم النجوم ،والكهانة، والأنساب ، والقصص والشعر ، ولقد توسعت الثقافة الإسلامية في العصر العباسي الأول ويرجع الفضل للموالي لأنهم كانوا هم حملة العلوم ,وبدأ التوسع عن طريق النقل والترجمة ولقد شملت الترجمة نواحي المعرفة المختلفة والذي ساعد على ذلك إن مراكز الثقافة الإسلامية في العالم القديم كان اغلبها من دار الإسلام .(38)( ماجد،1987،155)لكن صمم معظم الزنادقة على محاربة العربية وجذورها بصورة عامة وأرادوا إحياء الثقافة الفارسية القديمة وتشجيعها تسود وتتفوق عن الثقافة العربية خوفاً من أن يزول التراث الفارسي القديم ، كما اتخذ الزنادقة من الثقافة والفكر سلاحاً استخدموه في وجه العرب المسلمين فقد اعتمد على طبقة من العلماء ، ووضعوا الكتب المليئة بالأباطيل والخرافات في ثوب براق يجذب الناس لقراءته دون الخروج منه بفائدة أو حقيقة ثابتة فإنما نشر مبادئها الفاسدة ، وكانت هذه الكتب لا تفيد علماً او حكمة ولكن لم يكتفوا بوضع الكتب الحافلة بالمقالات بل عقدوا المجالس التي كان ظاهرها نشاط فكري وباطنها نشر تعاليم الزنادقة وهم لا يجدون حرجاً في الطعن في علماء المسلمين ، ثم ينتقلون للتمجيد بحكم آل ساسان .(39) (كارل بروكلمان(د.ت)،ص،184)كما عمد الزنادقة إلى تزيف الأدب العربي وخاصة الشعر، فقام بهذه المهمة حماد عجرد وحماد الراوية وكان الأخير مشهوراً بالكذب في الرواية وصياغة الشعر وإضافته إلى شعر الشعراء والمتقدمين ودسه في إشعارهم وكذلك صالح بن عبد القدوس كان يبث في الإشعار معاني الزندقة وبشار بن برد مثلاً شعر في هجاء حماد عجرد حيث قال : يا أبن نهيا رأس على ثقة واحتمال الرؤوس أمر خطب فادع غيري إلى عبادة الاثنين فاني بواحـــــــــــد مشـــــغـــــــــــــــول.( 40)( أبن قتيبية،1983،ص11)يتضح من البيتين تجاهله بالزندقة ليوهم الناس انه يظن أن الزندقة تعبد رأسا ليظن الجهالة أنه لا يعرفها وهو اعلم بالزندقة من ماني ولكنه يتظاهر بالإسلام توسلاً إلى إضلال الناس.(41) ( الاصفهاني، 1990ص،75)كما كان الشعراء طوال أيام العباسيين يعتمدون على تشجيع الأمراء وكبار رجال الدولة بالقصائد التي ترفع مكانتهم وتجزيهم عندهم وتقرب منهم لكسب عيشتهم فمثلاً قد مدح أبو نواس بعض الأمراء حيث قال :أوجده الله فما مثله يطالب ذاك ولا أناشد ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد (42) ( أبن كثير(د.ت)،ص،192)خلاصة القول نجد الثقافات الأجنبية والفارسية لقد أثرت في الشعر والأدب العباسي حيث نجد بعض القوافي والأوزان على قيود الشعر القديم .الخاتمة من خلال دراسة الزندقة في العصر العباسي الأول بشرح معاني الزندقة في اللغات , واصطلاحا في المصادر والمراجع المتباينة ,كما وقفت علي مبررات نشأتها , وأين نشأت في بلاد فارس ،ويتضح إن لانتشار الزندقة في العصر العباسي الأول أثارا عديدة لم تنحصر في نظام من واحد نظم الدولة بل شملت الدين والسياسة والثقافة والمجتمع إما الآثار الدينية من تزيف الأحاديث النبوية والشك في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم من بعده ، وكذلك الأثر السياسي الذي يتضح في العدوات الشخصية والتنازل عن السلطة والقضاء على المعارضة الدينية كل ذلك أدي للاستفهام بالزندقة .وأيضا الأثر الاجتماعي حيث هددت المجتمع العباسي في مبادئه وحتميته الروحية ومثله العليا وسعوا على تفكيك المنظومة الاجتماعية في الدولة الإسلامية ، وأخيرا الأثر الثقافي والأدبي الذي ظهر في سرد أشعار العرب كما حاولوا إحياء الثقافة الفارسية على حساب الثقافة الإسلامية ، لذا كانت هذه الورقة بداية لمعالجة هذا الموضوع وخلصت إلى عدد من النتائج والتوصيات .النتائج والتوصيات: - أولا: النتائج :1/ هنالك عدد من المبررات والأبعاد التي ساعدت الزندقة على تعاظم وتفاقم خطرها على الدولة الإسلامية بصفة عامة والدولة العباسية بصفة خاصة .2/ هنالك عدد من الأسباب أدت إلى ظهور الزندقة في العصر العباسي 3/ أثرت الزندقة في عدد من الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية والأدبية .ثانيا : التوصيات :أوصت هذه الدراسة بعدد من التوصيات أهمها :-1/ عمل أبحاث ودراسات عن الزندقة وأثارها لكشف الغموض والاختلاف الكبير حول الروايات التي تناولت معني الزندقة وأصولها .2/متابعة الأسباب التي أدت إلى ظهور الزندقة في العصر العباسي.المصادر الأولية:1- القرآن الكريم2- أبن الأثير أبو الحسن علي بن الكرم محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين :الكامل في التاريخ ج1,ج2 ,دار الفكر بيروت ,1982.3- الأصفهاني, علي بن الحسين بن محمد بن أحمد فرج : الأغاني ,ج1دار الكتب العلمية بيروت ,1995.4- الجاحظ ,أبن عثمان عمر بن بحر :البيان والبيان ج3,حققه السندوبي ,دار الطبع بيروت ,بدون تاريخ طبع .5- أبن حجر , شهاب الدين بن علي العسقلاني : الإصابة في معرفة الصحابة , ج3 ,حققه علي محمد البخاري , بيروت -لبنان , 1992.6- ابن خلدون ، عبد الرحمن بن خلدون :تاريخ بن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من زوي السلطان الأكبر ، ج2، دار الفكر بيروت 1967م. 7-الشوكاني ,محمد بنعلي بن محمد :نيل الأوطان من أحاديث سيد الأخبار ,ج1,ج2 ,دار الجيل بيروت 1973 .8 -الطبري , أبو جعفر محمد بن جرير : تاريخ الامم والملوك ,ج6 ج7 ,بيروت بدون تاريخ.9- أبن عبد ربه ,أبو عمر أحمد بن محمد : العقد الفريدج1 تحقيق أحمد أمين القاهرة ,1995.10-الفغري محمد بن علي طبطابا : الآداب السلطانية في الدولة الإسلامية ,ج1 حققه عبد القادر محمد مايو , دار النشر حلب , 1997.11-المسعودي , أبو الحسن علي بن الحسين :مروج الذهب ومعادن الجوهر ,ج2 ,تحقيق سعيد محمد اللحام , بيروت ,1965 .12-اليعقوبي ، احمد بن أبي يعقوب بن واهب بن واضح :تاريخ اليعقوبي ,ج1 موسعة الأعلى للمطبوعات ,1960 . المراجع العربية : - 1- أمين احمد ، ضحى الإسلام ، ج1 ,مكتبة النهضة المصرية ، ط2، 1933م . 2 - حسن إبراهيم حسن : تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي ,ج1دار الفكر بيروت ,1991. 3-شلبي ، احمد : التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ، ج1، بدون دار نشر ،وتاريخ نشر.4-عطوان ، سعيد حسين : الزندقة والشعوبية في العصر العباسي الأول،ط2 ، بدون تاريخ .5-غربال محمد شفيق ,: الموسوعة العربية الميسرة ,ج1 ,ج2 ,لبنان 1980 . 6- الليثي ,سميرة مختار : الزندقة والشعوبية وانتصار الإسلام والعروبة عليها , مكتبة الانجلو المصرية ،1968.7 - ماجد عبد المنعم : تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطي , مطبعة حسان ,1968 . 8 - مرسي جمال : دائرة المعارف ج3, القاهرة , بدون تاريخ طبع .المراجع الأجنبية المعربة :-1 - فيليب : تاريخ العرب المطول ,ج2 ,دار الفكر بيروت ,1996 .2 - كارل بروكلمان : تاريخ الشعوب الإسلامية ,نقله إلى العربية ,بنيه أمن فارس ومنير البعلبكي , دار العلم للملايين بدون تاريخ طبع .3 - أطياف :العرب والإسلام والخلافة العربية , نقله إلى العربية الدكتور ,أنيس قريحة والدكتور محمد زايد , الدار المتحدة , بيروت - لبنان , بدون تاريخ طبع . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------International Journal of Academic and Applied Research (IJAAR)ISSN: 2643-9603Vol. 5 Issue 10, October - 2021, Pages: 1-1Vol. 5 Issue 10, October - 2021, Pages: 106-118www.ijeais.org/ijaar1106