International Journal of Academic Pedagogical Research (IJAPR)
  Year: 2021 | Volume: 5 | Issue: 11 | Page No.: 27-31
The Aesthetics of praise poetry According to Jarir (An Analytical Descriptive Study)
Dr . Awatif Adam RezigAllh Saad

Abstract:
This study aimed to clarify the poetic status of Jarir and his position among the poets of the Umayyad period, and that he occupied a great place among the poets of his time. Al-Farazdaq and Al-Akhtal are among the most important poets of antitheses. The importance of the study lies in that it shows the position of the Umayyad poet Jarir bin Attia, and reflects his ability to prevail over poets in their pursuit of the art of antitheses. It also confirms that ancient poetry is characterized by strength and creativity. The study used the descriptive analytical method, through analyzing Jarir's poetry, clarifying the style and emotion in his poetry, and describing Jarir's environment and the poets' condition and poetry. The study reached the most important findings: the competence of the poet and that he is one of the outstanding of the Umayyad poets. The poets scrambled at him, and he dumped them, silenced them, and criticize them with better, stronger and tougher ones, and he was the reason for the existence of poetry of antitheses, and so on the goodness of the soul of Jarir, which made him lament the poet Al-Farazdaq, despite the terrible satire between them. The study reached recommendations, the most important of which are: concentration studying ancient poetry, taking and learning from the School of Antitheses, and studying Arabic poetry.جماليات شعر المديح عند جرير (دراسة تحليلية- وصفية)د /عواطف آدم رزق الله سعدالمستخلص هدفت الدراسة لتوضيح مكانة الشاعر جرير الشعرية .ومنزلته بين شعراء العصر الاموي وانه احتل مكانه كبيرة بين شعراء عصره , وهو و الفرزدق والاخطل يعتبروا من اهم شعراء النقائض .وعن اهميتها تبين مكانة الشاعر الأموي جرير بن عطيه , و تعكس تمكن الشاعر من غلبة الشعراء في مجاراتهم في فن النقائض, كما تؤكد أن الشعر القديم يمتاز بالقوة وموهبة الإبداع .ومنهج الدراسة المنهج التحليلي الوصفي، وذلك بتحليل اشعار جرير وتوضيح الاسلوب والعاطفة في اشعاره. ووصف بيئية جرير وحالة الشعراء وشعرهم .و نتج عن هذه الدراسة ملكة الشاعر جرير وانه من فحول شعراء بني امية. وقد تكالب عليه الشعراء فأفحهم واسكتهم ونقضهم بأفضل منها واشد واقوي وكان سببا في وجود شعر النقائض . طيبة نفس جرير التي جعلته يرثي الشاعر الفرزدق علي الرغم ما بينهما من هجاء مقذع .اما عن التوصيات الاهتمام بدراسة الشعر القديم . الاخذ والتعلم من مدرسة النقائض. دراسة الشعر العربي.د. عواطف آدم رزق الله سعد-أستاذ الأدب والنقد المساعد - قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة سنارالمقدمة ان الحمد لله، اقصي مبلغ الحمد والشكر ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله. إهتم جرير بشعر المديح وخصوصا بني أمية حيث كان يشيد بمكارمهم, وعظمتهم حيث مدح الأمويين وعمل علي المبالغة في وصفهم بصفات الشرف, والسخاء , ورفعة الشأن لينال إعجابهم , وقد يميل كل الميل إلي الاستجداء, وذكر معاناته الشديدة من الفقر كما تكثر الألفاظ الإسلامية , والاقتباسات القرآنية في أماديحه.وقد تناولت بحثي هذا بالحديث عن غرض المديح عند جرير وملامح شعر المديح في العصر الاموي وما تميز به مدح الشاعر جرير ,ثم الحديث عن فن النقائض وتعريفها ونشأتها وأسبابها الخاصة والعامة .ثم توضيح جماليات شعر جرير . كما تهدف الدراسة إلى بيان أن جرير أهم شعراء النقائض.أ - أهمية الموضوع: -تكمن أهمية الموضوع في الآتي:1 - تبين مكانة الشاعر الأموي جرير بن عطيه.2 - تعكس تمكن الشاعر من غلبة الشعراء في مجاراتهم في فن النقائض, 3 - تؤكد أن الشعر القديم يمتاز بالقوة وموهبة الإبداع .ب أهداف الدراسة:يهدف البحث لتوضيح الآتي: -1 - مكانة الشاعر جرير الشعرية .2 - أن جرير والفرزدق والأخطل هم شعراء النقائض.ت - أسباب إختيار الموضوع:1 - إلقاء مزيد من الضوء لمعرفة شعراء الدولة الأموية.2 - التعرف على شعراء النقائض..ث - نطاق البحث: مصادر الشعر ومصادر ومراجع اللغة العربية ودواوين الشعر العربي.ج - مشكلة الدراسة:تحاول الباحثة من خلال الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:1 - أن الشاعر جرير اهم شعراء فن النقائض والمبدعين فيه.2 - مكانة جرير بشعره مكانة الأمراء في الدولة الأموية لمهابة الناس له مخافة شعره.خ - منهج الدراسة: 1 - المنهج التحليلي ، وذلك بتحليل اشعار جرير وتوضيح الاسلوب والعاطفة في اشعاره. 2 - المنهج الوصفي، وذلك بوصف بيئية جرير وحالة الشعراء وشعرهم . حدود البحث :الزمانية هـ / 648 - 728م - والمكانية بني تميم .د - خطة الدراسة: هذا وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيم خطته إلى ملخص للبحث ومقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.فأما المقدمة ففيها حديث عن أهمية الموضوع، ومنهجه، و تشتمل هذه الدراسة على المحاور الآتية: المبحث الأول: جرير - حياته وشعره.المبحث الثاني: قصيدة المديح عند جرير . المبحث الثالث: جماليات شعر المديح عند جرير. أما الخاتمة فذكرت فيها أهم النتائج والتوصيات، ثم ذيلت البحث بذكر أهم المصادر والمراجع.والله أسال أن يجعل هذا الجهد في ميزان حسنات صاحبته، وموازين حسنات القراء أجمعين، وان يكون حجة لنا جميعا لا حجة علينا.وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلي آلة وصحبه أجمعين. والله أسال أن يوفقني وييسر لي أمري ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريمالمبحث الأول جرير - حياته وشعرهحياته: هو جرير بن عطية، ينتهي نسبه إلى قبيلة "تميم" نشأ في اليمامة ومات فيها ودفن. كان من أسرة عادية متواضعة. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير، ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل. (1)(ابو الفرج الاصفهاني,1993,ص228)كان عفيفًا في غزله، متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته. كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لا ينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوئ خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها. إتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،. سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل. عاش حوالي ثمانين سنة.اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة. (2)(ابن سلام,ب-ت,ص389)يعتبر جرير من أشهر شعراء العرب في عصره في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا، عاش حياته بأكملها يجاهد ويهجو شعراء عصره ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعرا. (3)(ديوان جرير,1992,ص278)بدايات جرير الشعرية:لقد قام جرير بتعلم الشعر في مرحلة مبكرة من حياته علي يد جده حذيفة بن بدر فقد كانت نشأته في ظل عهد الأمويين, كما كان من أوائل الشعراء الذين كانوا يذودون عن شرف قبيلتهم.بدأ حياته الشعرية بنقائض ضد شعراء محليين ثم تحول إلى الفرزدق "ولج الهجاء بينهما نحوا من أربعين سنة" وإن أدرج ضمن هجائه غالبية شعراء عصره ومدح بني أمية ورافق الحجاج زهاء العشرين سنة. (4)(ابو الفرج الاصفهاني,1993,ص234)شعره :اتفق علماء الأدب وأئمة نقد الشعر على أنه لم يوجد في الشعراء الذين نشأوا في ملك الإسلام أبلغ من جرير والفرزدق والأخطل، وإنما اختلفوا في أيهم أشعر، ولكل هوى وميل في تقديمه صاحبه؛ فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ ولين الأسلوب، والتصرف في أغراض شتى فضّل جريراً، ومن مال إلى إجادة الفخر، وفخامة اللفظ، ودقة المسلك وصلابة الشعر، وقوّة أسره فضّل الفرزدق، ومن نظر بُعد بلاغة اللفظ، وحُسن الصوغ إلى إجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر واجتماع الندمان عليها، حكم للأخطل، وإن لجرير في كل باب من الشعر أبياتاً سائرة، هي الغاية التي يضرب بها المثل. (5)(ابن الاثير,ب-ت,ص477)بعض قصائد جريرقصيدة بان الخليط بان الخليط ولو طوعت ما بان وقطعوا من حبال الصرم اقراناحي المنازل إذ لا نبتغي بدلا بالدار دار ولا الجيران جيراناقد كنت في اثر الاظعان ذا طرب مروعا من حذار البين محزانايا رب مكتئب لو قد نعيت له باك واخر مسرور بمنعانالو تعلمين الذي نلقي أويت لنا أو تسمعين إلي ذي العرش شكواناكصاحب الفلك إذ مالت سفينته يدعوا إلي الله اسرارا واعلانايا أيها الراكب مزجي مطيته بلغ تحياتنا قد بلغت حملانابلغ قصائد عنا خف محملها علي قلائص لم يحملن حيراناكيما نقول إذ بلغت حاجتنا أنت الامين إذا مستأمن خانا(6)(ديوان جرير,1992,ص157)المبحث الثاني قصيدة المديح عند جرير تعريف المدح لغة و اصطلاحاً :وَرَدَ تعريفُ المدحِ على أنّهُ: المَدْحُ مِنْ مَدحَهُ، مَدْحاً ومِدْحةٍ، أي حُسن الثَّناء على الشيء، والمديح أو الأمدوحة هي كُلُّ أمر يُمدحُ بهِ، وتُجمعُ على مدائح، وأماديح، وجاء في لسان العرب لابن منظور، أنَّ المدح عكس الهجاء وهو حُسن الثَّناء. (7)( الفيروز آبادي,1993,ص202)المديح عند جرير :أكثر جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم، كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه. وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس. (8)(الموسوعة العالمية للشعر العربي)وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى أنه مدح الموالي.ذلك أن طمع جرير وجشعة وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية، ولم يكن لرهطه من الشرف والرفعة مثل ما لرهط الفرزدق، لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته، وقال أكثر مدائحه في قبيلته، وحتى في مدائحه لبني أمية لم ينس الفخر بآبائه وأجداده. فهو إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة. (9)(الجاحظ البيان,1975,ص205)وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية. ولا يسعنا إلا الاعتراف بأن جريرًا كان موفقا كل التوفيق، حين صور منزلة الأمويين وجودهم بقوله:ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطـون راحأول من اتصل بهم جرير من الخلفاء كان يزيد بن معاوية، ذكر أبو الفرج الأصفهاني أنه وفد إليه أيام شبابه فلم يأذن له يزيد لأن ذكره لم يكن قد نبه يومذاك، فقال للحاجب : قل له إني القائل:وإنّي لعفّ الفقر مشترك الغنى سريع إذا لم أرض داري انتقاليافأذن له يزيد وأنشده جرير مدحه فيه فوصله، وتلك أول جائزة ينالها من خليفة. (10)(ابو الفرج الاصفهاني,1993,ص274)ثم اتصل جرير ببشر بن مروان، والي العراق من قبل أخيه عبد الملك، وكان بشر مولعاً بالإغراء بين الشعراء، فأغرى سراقة البارقي بهجاء جرير ثم بعث بالقصيدة إلى جرير ليجيب عنها، فقال جرير قصيدة يهجو فيها سراقة ويعاتب بشراً ويمدحه ومنها قوله: (11)(الموسوعة العالمية للشعر العربي)يا بشر حقّ لوجهك التبشير هلا غضبت لنا وأنت أميروقال مادحا الحجاج: هَاجَ الهَوَى لفُؤادك المهتاج فانظر بتوضيح باكر الأحداجهذا هوى شغفَ الفؤادَ مبرحٌ ونوى تقاذف غير ذات خلاجِإن الغراب بما كرهت لمولع بنوى الأحبة، دائم التشحاجِليت الغراب غداة ينعب بالنوى كان الغرابُ مقطّعَ الأداجِ ولقد علمت بأن سرك عندنا بين الجوانح موثق الأشراجِولقد رمينك حين رحن بأعين ينظرن من خلل الستور سواجيِوبمنطق، شغف الفؤاد، كأنه عسل يجدن به بغير مزاجِقل للجبان إذا تأخر سرجه هل أنت من شرك المنية ناجي؟فتعلقنْ ببنات نعش هارباً أو بالبحور وشدة الأمواجِمن سد مطَّلَع النفاق عليهم أم من يصول كصولة الحجاجأم من يغار على النساء حفيظة إذ لا يثقن بغيرة الأزواجإن ابن يوسف، فاعلموا وتيقنوا ماضي البصيرة، واضحُ المنهاجماضٍ على الغمرات يمضي همه والليل مختلف الطرائق داجيمنع الرشا وأراكم سبل الهدى واللص نكله عن الإدلاجفاستوسقوا وتبينوا سبل الهدى ودعوا النجيَّ فليس حين تناجييا رُبَّ ناكثِ بيعتين تركته وخضاب لحيته دم الأوداجوإذا رأيت منافقين تخيروا سبل الضجاج أقمت كل ضجاجداويتهم وشافيتهم من فتنة غبراء ذات دواخن وأجاجإني لمرتقب لما خوفتني ولفضل سيبك يا ابن يوسف راجيولقد كسرت سنان كل منافق ولقد منعت حقائب الحجاج(12)(ديوان جرير,1992,ص287)* ثم لما سنحت الفرصة للشاعر جرير ودخل بلاط الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان مدح بني أمية بقصيدته التي يقول فيها: أتصحو؟ أم فؤادك غير صاح عشية هم صحبك بالرواحيقول العاذلات : علاك شيب أهذا الشيب يمنعني مراحييكلفني فؤادي، من هواه ظعائن يجتزعن على رماحظعائن لم يدن مع النصارى ولا يدرين ما سمْك القراحفبعض الماء ماء رباب مزن وبعض الماء من سَبَخ ملاحسيكفيك العواذل أرحبيٌّ هجان اللون كالفرد اللياحيعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداحتعزت أم حزرة ثم قالت: رأيت الواردين ذوي امتناحتعلل، وهي ساغبة، بنيها بأنفاس من الشبِم القَراحسأمتاح البحور، فجنبيني أذاة اللوم وانتظري امتياحي ثقي بالله ليس له شريك ومن عند الخليفة بالنجاحأغثني، يا فداك أبي وأمي بسيب منك، إنك ذو ارتياحفإني قد رأيت عليَّ حقا زيارتي الخليفة وامتداحيسأشكر أن رددت عليَّ ريشي وأثبت القوادم في جناحي ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راحوقوم قد سموت لهم فدانوا بدهم في مُلَمْلَمَةٍ رداحِأبحت حمى تهامة بعد نجدٍ وما شيء حميت بمستباحِلكم شم الجبال من الرواسي وأعظم سيل معتلج البطاح(13)(ديوان جرير,1992,ص233)ومدح فيها عبد الملك وبني أمية وهجا عبد الله بن الزبير، فأعجب عبد الملك بالقصيدة وأمر له بجائزة سنية، ومنذ ذلك الحين أخذ جرير يتردد على عبد الملك وينشده مدائحه فيه فيجزل له العطاء. (14)(ابو الفرج الاصفهاني,1992,ص285)ثم اتصل جرير بالوليد بن عبد الملك ومدحه، وحين أراد الوليد جعل ولاية العهد لابنه عبد العزيز بدلاً من أخيه سليمان، وقف جرير إلى جانبه وقال أبياتاً في ذلك ومدح عبد العزيز بعدد من القصائد.ولما وليَ سليمان بن عبد الملك كان ساخطاً على جرير لوقوفه مع الوليد في ولاية العهد لابنه، ولكن سليمان آثر أن يغض الطرف عن موقف جرير لجودة شعره، وقد مدحه جرير بقصيدة واحدة. (15)(ابو الفرج الاصفهاني,1992,ص223)ولما ولي عمر بن عبد العزيز وفد عليه جرير مع الشعراء، وأنشده مديحاً فيه، ولكن عمر لم يعطه شيئاً، مع إعجابه بقصيدته وتأثره بها، ومع ذلك لم يغضب جرير وخرج من عنده وقال: خرجت من عند رجل يقرب الفقراء ويباعد الشعراء، وأنا مع ذلك عنه راض. ورضى جرير عن عمر بن عبد العزيز مردّه إلى إعجابه بسيرة عمر بن عبد العزيز وورعه وعدله. ومن قوله يمدح عمر بن عبد العزيز: (16)(ابن الاثير,ب-ت,ص447) إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطرنــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى على قدروخلف عمر بن العزيز يزيد بن عبد الملك، فاتصل به جرير ومدحه بقصائد ضمنها هجاء ليزيد بن المهلب المعادي ليزيد بن عبد الملك. (17)(الجاحظ البيان,1975,ص83)ثم اتصل جرير بعد يزيد بهشام بن عبد الملك، فمدحه بخمس قصائد، وكان يرسل قصائده إليه في مقره بالرصافة. ومدح جرير كذلك ابنه معاوية بن هشام وعامل هشام على العراق خالد بن عبد الله القسريّ. وفي زمن خلافة هشام توفي جرير.وإلى جانب هؤلاء مدح جرير طائفة من ولاة بني أمية وقادتهم، ومنهم عبد العزيز بن مروان، والي مصر من قبل عبد الملك والقائد هلال بن أحوز المازني. (18)(ديوان جرير,1992,ص157)فن النقائض :تنوعت فنون الأدب وتعددت ، ومن بين هذه الفنون فن النقائض ، و هذا الفن لون جديد من ألوان الأدب والمناظرة الأدبية . و يعتبر هذا الفن سجلاً تاريخياً ساهم في معرفة أنساب العرب وأيامهم ومثالبهم ، وأمد اللغة بثروة من الألفاظ وأكسب المعاجم مادة لغوية هامة . تعريف فن النقائض:لغة : النقائض جمع مفرده نقيضة ، والنقض إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء ، ونقض البناء هدمه ، ونقض الحبل إذا حلّه ، ونقض العهد إذا تحلل منه ، والنقض ضد الإبرام لذلك قالوا نقائض (جرير والفرزدق) والمناقضة في القول أن تتكلم بخلاف معناه0اصطلاحا: هو أن يتجه الشاعر إلى آخر بقصيدة هاجيا و مفتخرا و ملتزما و البحر الذي اختاره الأول والقافية ذاتها وحركة الروي ، إذا فلا بد من وحدة الموضوع ووحدة البحر والقافية والروي . مثال: ما قاله الأخطل عندما مدح عبد الملك بن مروان هاجيا بني كليب بن يربوع رهط جرير ومفضلاً عليهم بني دارم عشيرة الفرزدق خصم جرير:أما كليب بن يربوع فليس له عند التفارط إيراد ولا صدرمخلّفون ويقضي الناس أمرهم وهم بغيب وفي عمياء ما نظروا فيردّ عليه جرير:أرجو لتغلب إذا غبّت أمورهم ألا يبارك في الأمر الذي لأتمرواخابت بنو تغلبٍ إذ خلّ فارطهم حوض المكارم إنّ المجد مبتدرُفالموضوع واحد وهو الهجاء .والبحر واحد وهو البسيط .والقافية راء مضمومة في النقيضتين. والمعاني واحدة هي الضعة والهوان. (19)(ابو الفرج الاصفهاني,1992,ص152)نشأة فن النقائض :النقائض من الفنون الشعرية القديمة لأنها عرفت منذ العصر الجاهلي ، فقد كان شعراء القبائل المتحاربة يتراشقون بالشعر كما يتراشقون بالسّهام ، وكانوا يهجون ويناقضون بعضهم بعضاً ، فينتصر الشاعر بقومه ويرد عليه شاعر القبيلة المعادية ، ثم جاء الإسلام فدارت النقائض بين شعراء المسلمين وشعراء المشركين فدافع شعراء المدينة عن الإسلام والمسلمين ودافع شعراء مكة عن دينهم الوثني .وعلى الرغم من أن النقائض أيام الرسول صلى الله عليه وسلم تعدّ امتداداً للنقائض في الجاهلية إلا أن تغيراً قد أصابها من حيث الغاية إذا أصبحت دفاعاً عن عقيدة ومبادئ دينية بعد أن كانت دفاعاً عن أعراض القبيلة .ونقائض الإسلام لم تشتمل على فحش وجرح للأعراض وانتهاك للحرمات كالتي نجدها بشكل واضح في نقائض جرير والفرز دق والأخطل . (20)(شوقي ضيف,1992,ص242)ثم ازدهر هذا الفن ازدهاراً كبيراً وواسعاً في العصر الأموي وتحوّل إلى فن مستقل بذاته له أصوله وعناصره وأساليبه ومراميه وأبعاده الاجتماعية والسياسية فأحتلّ مكانة عزيزة وتبوأ منزلة في لوحة الشعر.وكانت الحياة في العصر الأموي صالحة لقيام مثل هذا الفن ، واستطاع أن يرجع إلى ما كان عليه في الجاهلية الأولى ، لذلك عاشت النقائض في ظله وسايرته إلى النهاية وبلغت في درجتها الفنية وآثارها الأدبية الاجتماعية منتهى ما بلغت في تاريخ الشعر العربي جمعيه.أسباب النقائض :لو رجعنا إلى العصر الأموي وبحثنا عن سبب انتعاش وتفجر النقائض في هذا العصر لوقفنا على أسباب خاصة وأسباب عامة.الأسباب الخاصة:أهم هذه الأسباب السبب الاقتصادي فنقائض جرير والأخطل متأثرة به ، إذ أنها قامت على ما كان بين قيس وتغلب من المنافسة على أرض الجزيرة واستغلالها منذ نزلت قيس فنسرين أساءت جوار تغلب فوقف جرير والأخطل متناقضين . ومن الأسباب الخاصة أيضاً أن الظروف جعلت جريراً يقف في صفوف قيس ، وتصادف أن عشيرته أسرعت بالبيعة لابن الزبير ، و قتل مجاشعي الزبير بن العوام ، و لجأت النوار زوج الفرزدق حين غاضبته إلى الزبير فجعل الفرزدق يهجو جريراً .الأسباب العامة:السبب السياسي : وترجع إلى تشجيع الخلفاء أي حكّام بني أمية لهذا الفن ولهذا الشعر بغية صرف الناس عن التفكير في السياسة .السبب العقلي : وتعود إلى نمو العقل وقدرته على الحوار والجدل والمناظرة في النّحل السياسية والعقيدية والفقه والتشريع .فلقد تناظر الشعراء بحقائق القبائل ومفاخرها ومثالبها ، فدرس كلّ منهم موضوعه وبحث في أدلته ليوثقها ، وفي أدلة خصمه لينقضها ، فأصبحت مناظرات شعرية تدور في سوقي المربد في البصرة والكناسة في الكوفة .السبب الاجتماعي: ومرده إلى حاجة المجتمع العربي وخاصة في البصرة إلى ضرب من الملاهي يقضي به الناس أوقات فراغهم . (21)(شرح النقائض,ب-ت,ص607)المبحث الثالث:جماليات شعر المديح عند جريرأسلوب جرير :أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة، وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة. وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله. وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا غرابة.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا.ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم: (جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)، وهذا القول يشير إلى ظاهرة أحرى في الشاعرين، وهي أن جريرا كان أكثر اعتمادا على الطبع من الفرزدق، وأن الفرزدق كان يلقى عناء شديدًا في صنع شعره. (22)(مهدي محمد,1992,ص298)إن اعتماد جرير على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه، إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء.على أن انسياق جرير مع الطبع وقلة عنايته بتهذيب شعره وإعادة النظر فيه، كل ذلك جعل من الابتكار والإبداع في المعاني قليلا، لا يوازي حظ الفرزدق من ذلك، حتى أنك لتنظر في بعض أبياته فلا تجد فيها غير صور لفظية جميلة جذابة، لا يكمن وراءها معنى مبتكر ولا فكرة طريفة.فاقرأ مثلا أبيات المدح في هذا المجال، تجد أنها معان مكررة، لا جدة فيها ولا طرافة، قد وضعت في قالب لفظي جديد وعرضت عرضا جديدا. ففي هذه الصور والقوالب تظهر براعة جرير وافتنانه، أما سعة الخيال وتوليد المعاني وطرافة الأفكار، فحظ جرير منها دون حظ الفرزدق، وإلى هذا الأمر أشار" البحتري" حين فضل الفرزدق على جرير لتوليده المعاني، مع أن البحتري كان في طريقته تلميذا لجرير، ينحو نحوه في رقة الألفاظ وسلاسة الأسلوب. وكان لحياة جرير البدوية أثرها الكبير في شعره، كما كان لها أثرها في نفسه. فتأثير النشأة البدوية واضح من جزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، وبداوة صوره وأخيلته ,إلا أن شعر جرير لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره، إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه، كما كان له أثر في معانيه وأفكاره. (23)(مهدي محمد,1992,ص301)ولا نرى جريرا يكثر من الصور البيانية في قصيدته هذه أو تلك. ففي شعره يظهر الأسلوب البدوي، فهو قريب التناول جميل التعبير.خصائص أشعار جرير:يتميز شعره بملامح فنية أبرزها أنه في شعره يجول في ساحات واسعة الأرجاء، متعددة الجوانب، فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية. و كانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، كما أن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط. ولجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة، والجرس الموسيقي المؤثر، وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين . (24)(الموسوعة العالمية للشعر العربي)الصورة الفنية في شعر جرير:الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق، ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة، لقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء.فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال، ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش، وتستفزه المؤثرات العاطفية.وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فياضة، فكان شعره ينسكب عن طبع غني . وكأن الشاعر فعلا يغرف من بحر. فلا يجهد بشعره، ولا يعمد إلى التفاف وتنقيح ونحت كالفرزدق، بل يسيل شعره سيلانا في سهولة، تمتد بامتداد قصائده الطويلة، وفي خفة ولباقة تعبير، وموسيقى لفظية أخاذة، بجانب الوضوح, وجرير، وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة، لم يسلم أحيانا من الصنعه وتطلب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظية. (25)(شوقي ضيف,1992,ص246)وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام وأشد فتنة، وأغنى قريحة وأرق عاطفة ولفظا، وأوضح كلاما وأوفر انسجاما ونغما موسيقيا، إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالا وتفكيرا وجزالة.المدرسة الشعرية التي ينتمي إليها جرير:•يختلف شعر جرير عن أشعار الفرزدق والأخطل حيث كانت أشعارهما تميل إلي الغرابة والخشونة أما جرير فإلي جانب سهولة ألفاظه التي تظهر في أشعاره فهي تشع أيضا بحسها الموسيقي العذب فضلا عن استخدامه للتراكيب الشعرية السهلة التي لا تعقيد فيها وكأن القارئ يقرأ نثرا لا شعرا.•عدم الانجراف خلف المذاهب والعادات المتوارثة حيث تمكن من تحطيم عوائق التقاليد الفانية والمتمثل في أن بكاء الزوج علي زوجته عيب وقام برثاء زوجته خالدة.•موهبة جرير الشعرية من الأمور التي أدت إلي سهولة شعره وسلاسة أسلوبه فأشعاره تتميز بجمال الصيغة ,الشكل. قصائد الشاعر جرير:يمكنُ القول في هذا المقام إنَّ جرير استطاع أن يجمع في قصائده جميع أغراض الشعر العربيّ المعروفة عند العرب، واستطاع أن يبدع في أغلب الأغراض المطروقة في ذلك العصر، فقد كتب جرير الهجاء وكان هجَّاء سليط اللسان، وكتب في المديح وكان بارعًا به أيضًا وتغزَّل وأبدع، ولم يقع جرير في مستنقع الألفاظ الوعرة الذي غرق به الفرزدق من قبل، وكان جرير كثير الشعر يكتب الشعر وكأنَّه يغرف من بحر كما قيلَ عنه، حسن الصياغة، متين السبك، يحسن قيادة المعاني وَلَيِّ عُنُقِ الكلمات كما شاء. الخاتمة:الحمد لله في البدء والختام، والصلاة والسلام علي خير الانام سيدنا محمد وآلة، والصحب الكرام.وبعدلقد انتهيت بعون الله وتوفيقه من هذا البحث الذي أشتمل على دراسة وتحليل شعر المديح عند الشاعر جرير . وأنه لم ينشأ في بيت عز فقد نشأ في بيت شعر وظل الشعر يتوارثه أبنائه من بعده وأن قريحته قد جادت بشعر المدح فمدح أمراء بني امية وأبدع في مدحهم.النتائج أهمها:1 - نتج عن هذه الدراسة ملكة الشاعر جرير وانه من فحول شعراء بني امية.2 - انه تكالب عليه الشعراء فأفحهم واسكتهم ونقضهم بأفضل منها واشد واقوي وكان سببا في وجود شعر النقائض .3 - طيبة نفس جرير التي جعلته يرثي الشاعر الفرزدق علي الرغم ما بينهما من هجاء مقذع .التوصيات:1 - الاهتمام بدراسة الشعر القديم .2 - الاخذ والتعلم من مدرسة النقائض.3 - دراسة الشعر العربي.مصادر البحث ومراجعه: 1-ابن سلام الجمحي: طبقات فحول الشعراء, تحقيق محمود محمد شاكر . مطبعة المدني .بدون تاريخ . 2- البداية والنهاية، المجلد الخامس، الجزء التاسع، تأليف: أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي، دار النشر: دار البيان للتراث 3- أبو الفرج الأصفهاني . كتاب الأغاني . الهيئة المصرية العامة للكتاب .1993. 4- البيان والتبيين . الجاحظ. ت عبدالسلام محمد هارون . الجزء الرابع مكتبة الخانجي.القاهرة.1975. 5- تاريخ الطبري، الطبري, دار المعارف بمصر-. 6- "شرح ديوان جرير"، شرح وتقديم: مهدي محمد ناصر الدين، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية (1412 هـ - 1992 م) 7-القاموس المحيط - الفيروز آبادي - دار الكتب العلمية -بيروت -لبنان-1971. 8- الموسوعة العالمية للشعر العربي - نبذة حول الشاعر: جرير نسخة محفوظة 18 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين. 9- المثل السائر في الكاتب والشاعر ، أبن الأثير ،دار نهضة مصر للطباعة 1. ? جرير, ، "www.al-hakawati.la.utexas.edu"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-02-2019، بتصرّف 2. ? جرير, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-02-2019، بتصرّف 3. ? النقائض, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-02-2019، بتصرّف International Journal of Academic Pedagogical Research (IJAPR)ISSN: 2643-9123Vol. 5 Issue 11, November - 2021, Pages: 32-45www.ijeais.org/ijapr34International Journal of Academic Pedagogical Research (IJAPR)ISSN: 2643-9123Vol. 5 Issue 11, November - 2021, Pages: 1-1www.ijeais.org/ijapr1