International Journal of Academic Multidisciplinary Research (IJAMR)
  Year: 2022 | Volume: 6 | Issue: 8 | Page No.: 340-350
Shura in the Islamic State in the Prophet's Era Download PDF
Dr. Sayda Elnaeem Abdalla Musa

Abstract:
The study dealt with the concept of shura, linguistically and idiomatically, and the method of the Messenger, may God bless him and grant him peace, in following the shura, and in managing the affairs of Muslims in Mecca and then Medina. The study aimed to clarify the role of shura in the Prophet's covenant, and its impact in solving the problems that faced the Messenger, may God bless him and grant him peace, and the methods that the Prophet, may God bless him and grant him peace, followed to achieve the system of governance in the Islamic state. The problem of the study lies in identifying the role of shura in addressing and solving the problems that faced the Messenger, may God's prayers and peace be upon him, in the da'wah, both clandestine and public, the battles he fought, and the social and family problems. The study followed the historical descriptive analytical method. The study reached several results, the most important of which is that the Shura is a means of detecting those with good opinion to develop plans to be taken in difficult emergency situations. And it is a confirmed Sunnah and a memorized biography that the Prophet, may God's prayers and peace be upon him, used to do every time he did something or say something, and he resorted to it in the difficult matters of life. In light of the previous results, the paper recommends a number of recommendations, the most important of which is a general and comprehensive study of women's shura and an explanation of their role in building the Islamic state. A comparative study between shura and democracy.الشوري في الدولة الاسلامية (العهد النبوي)سيدة النعيم عبد الله موسى د.المستخلصتناولت الدراسة مفهوم الشورى لغة واصطلاحا ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في أتُباع الشورى ، وفي إدارة شؤون المسلمين في مكة ثم المدينة . هدفت الدراسة لتوضيح دور الشورى في العهد النبوي، وأثرها وفي حل المشاكل التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأساليب التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق نظام الحكم في الدولة الإسلامية . تكمن مشكلة الدراسة في التعرف على دور الشورى في التصدي لحل المشاكل التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة بنوعيها السرية والجهرية والمعارك التي خاضها والمشكلات الاجتماعية والاسرية . اتبعت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي التحليلي. توصلت الدراسة الي عدة نتائج أهمها أن الشورى وسيلة للكشف عن أصحاب الراي السديد لوضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة. وأنها سنة مؤكدة وسيرة محفوظة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بها كلما قدم على عمل أو قول ويلجأ اليها فيما صعب عليه من أمور الحياة. وفي ضوء النتائج السابقة توصي الورقة بعدت توصيات أهمها دراسة شورة المرأة دراسة عامة وشاملة وتوضيح دورها في بناء الدولة الاسلامية . دراسة مقارنة بين الشورى والديمقراطية . جامعة سنار- كلية الآداب- قسم التاريخ -د. سيدة النعيم عبد الله موسىأ - أهمية الدراسة : -:- تكمن أهمية الدراسة في الآتي :-1/معرفة أن مبدا الشورى قويم لا يمكن لأي دولة إسلامية أن تقوم بغيره. 2/تنفيذ الشورى وتطويرها وتطبيقها على أرض الواقع من الناحية العملية .ب- أهداف الدراسة:-1 - تعمل على نشر الألفة بين أفراد المجتمع. 2 - تسليط الضوء على مبدأ الشورى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. 3- وسيلة للكشف عن أصحاب الراي السديد لوضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة. ت - أسباب اختيار الموضوع :-تتمثل أسباب اختيار الموضوع في الاتي : 1 - غياب الشورى عن الحياة العملية للأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين. 2 - معرفة أسباب الشوى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم . . 3 - اظهار أهمية هذا المبدأ العظيم في الواقع العملي.ث - منهج الدراسة : -استخدم الباحث المنهج التاريخي الوصفي والاستقرائي الذي يعتمد على سرد الأحداث وتحليلها . ج - مشكلة الدراسة : -تكمن مشكلة الدراسة في التعرف على أهمية الشورى في بناء الأمة الإسلامية في عهد الني صلى الله عليه وسلم. ح - حدود البحث :--االزمنية : - (12 ربيع الأول (1 هجرية--- 622 م )---( 9هجرية---630ملادية ). المكانية : مكة المكرمة والمدينة المنورة ( الدولة الإسلامية الأولي ). ت - أسئلة الدراسة :السؤال المحوري الذي يدور حوله الموضوع.1 - ما مفهوم الرسول صلى الله عليه وسلم للشورى؟.2 - هل الشورى كان لها دور فعال و أثر واضح في بناء الأمة الإسلامية ؟. 3 - هل الشورى كانت في كل حياته صلى الله عليه وسلم ؟ . 4 - ما نظرة الرسول صلى الله عليه وسلم العميقة في ضرورة الشورى في كل المواقف التي مر بها في مسيرة حياته؟المبحث الأول: -الشورى في اللغة والاصطلاح:-المطلب الأول :-الشورى في اللغة :-هي مشتقة من كلمة ( شور) والتي تعني استخراج الأشياء المفيدة والمعاني الحسنه. وأشار عليه بأمر كذا ، فلان يصلح للمشاورة . أي فلان شير ، ويشير إذا ما وجه الرأي.(1)( أبن زكريا، 1420، ص، 226.). (أبن منظور ، ( د.ن) ،ص،434. )المطلب الثاني:-الشورى في الاصطلاح:-الشورى اصطلاحا طلب الرأي من أهله واجالة النظر فيه. وصولاً إلى الرأي الموافق للصواب أو بمعنى التشاور وتأتي بمعنى استخراج الآراء . والمشاورة هي الاجتماع على الأمر للنظر فيه ليستفيد كل واحد من صاحبه ويستخرج ما عنده ، لتتعدد الآراء ، ويقع الاختيار على أحسن ما فيها ويتبين أن الشورى هي وسيلة لعرض الأفكار والآراء المختلفة من أجل الوصول إلى أفضل هذه الأفكار أو الآراء بمراجعة بعضها البعض.(2 ) (الكوفي، 1419، ص،541)وعرفت الشورى بأنها استنباط المرء رأيا فيما يعرض له من الأمور والمشكلات،( حسين،1425هجرية، ص486) . المطلب الثالث:-أنواع الشورى في التجربة النبوية :-تنقسم الشورى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:-أولهما: شورى وقعت بناء على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم وهي شورى إيجابية مثالاً لذلك استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبل غزوة أحد. ثانيهما، شورى جاءته من بعض الصحابة إبداء من غير طلب كما تسمى بلغة اليوم ( شورى سلبية) مثالاً لذلك في استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر .وهناك نوع ثالث من الشورى ليس إيجابياً وليس سلبياً , وانما هو أمر بين كأن يعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أمر من الأمور . ويبدأ المفاوضة فيه حتى إذا حان إبرامه رأى أن يستشير فيشار عليه ، وبعد ذلك إما أبرامه وإما نقضه ، كالذي وقع له خلال غزوة الخندق ( الطبري،( د،ن) ص272) المبحث الثاني :- مبدأ الشورى عند الهجرة إلى المدينة:مكث الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة عشرة سنين ، بعدها اتجه تخطيطه النبوي للتركيز على يثرب التي سميت بالمدينة المنورة بعد قدومه لها ويرجع السبب للنفر الستة الذين اسلموا بعد بيعة العقبة الأولى التي كانوا لهم أثارهم من عهود ومواثيق على أقوى طليعة من طلائع أنصار الله الذين كانوا أحسن وأسمح الناس بالوفاء بما عاهدوا الله ورسوله عليه. من التضحية بالأموال والدماء والارواح، وكان لهم واقعهم التاريخية .لأ نهم كانوا الحلقة الأولى في سلسلة الفتوحات الإسلامية .( الغزالى،(د.ت)،ص312 )وعندما أذن الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب وبايعه الأنصار على الإسلام والنصر له ولمن اتبعه ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج للمدينة والهجرة اليها واللحاق بإخوانهم من الأنصار . وقال : (أن الله جعل لكم إخواننا وداراً تأمنون بها ) فخرجوا جماعات عقب الاجتماع والقرار الذى اتخذته قريش لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم. ونزل جبريل عليه السلام وأمره بالهجرة وعدم المبيت في فراشه الليلة، فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم في الهاجرة إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه يخبره ويتفق معه على خطة الهجرة، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (بينما نحن جلوساً في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائلا إلى أبي بكر: هذا الرسول صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فأستأذن فأذن له فدخل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أخرج من عندك فقال أبو بكر : إنما هم أهلك(يقصد السيدة عائشة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد عقد عليها) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: فإني قد أذن لي بالخروج فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، ثم أمر معه خطة الهجرة، ورجع إلى بيته ينتظر مجيئ الليل، وفى نفس الوقت كانت قريش تعد العدة لتنفيذ مخططها واتفقوا على أن يتم التنفيذ بعد منتصف الليل في وقت خروج الرسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل ثم يخرج بعد منتصف الليل إلى المسجد الحرام يصلي فيه قيام الليل فأمر علي رضي الله عنه تلك الليلة لينام على فراشه ويتغطى ببردته الخضرمية الخضراء" منسوبة إلى حضر موت"، وأخبره أنه لا يصيبه مكروه، ثم جاء المشركون وحاصروا المنزل وباتوا متيقظين ينتظرون ساعة الصفر ولكن عناية الله قد أفشلت خطتهم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من البيت مخترقا صفوفهم وأخذ حفنة من التراب وجعل يزره على رؤوسهم وقد أخذ الله أبصارهم ولا يرونه وهو يتلو )وجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) يس (9). ولم يبقى رجل إلا وضع على رأسه ترابا ومضى إلى ابي بكر فخرجا من خوخا (كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب)، في دار ابي بكر ليلا حتى لحق بغار ثور (ثور جبل بأسفل مكة). وبقي المحاصرون ينتظرون ساعة حلول الصفر حتى جاءهم رجل لم يكن معهم وقال: (ما تنتظرون؟ قالوا: محمدا قال: خبتم وخسرتم والله مر بكم وانطلق لحاجته، قالوا: والله ما أبصرناه، وقاموا ينفضون التراب من رؤوسهم، ولكنهم تطلعوا إلى السرير فرءوا عليا فقالوا: (والله هذا محمد نائما عليه بردته فظلوا كذلك حتى أصبحوا وقام علي كرم الله وجهه من الفراش فسقط في أيديهم فسألوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لا علم لي به). ( البوطي،1996م،ص198 )ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر رضي الله عنه إلى غار ثور ليلا وذلك في ليلة 27 من صفر بعد مضي ثلاث عشر سنة من البعثة ، ولما وصلا إلى الغار ، حمى الله نبيه في الغار من كل سوء ومن ذلك ما روي عن أهل قريش عندما صعدوا الجبل ومروا بالغار في بابه نسيج العنكبوت، فقالوا لو دخلها هنا أحد لم يكن نسيج العنكبوت على بابه وبذلك دخل اليأس والقنوط في قلوب المطاردين ، بفعل العنكبوت والحمامتين اللتين باضتا في مدخل الغار، وقد فعلا مالم تفعله الجيوش الجرارة. أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكد لديها إفلات الرسول صلى الله عليه وسلم وفشل مؤامرتهم . وهنا قررت قريش في جلسة طارئة ضرورة قبض الرجلين، وبكل الوسائل قرروا مكافأة قدرها مائة ناقة فهب الفرسان والمشاة وقصاص الأثر وانتشروا حتى وصل بعضهم إلى الغار وصعدوا فوقه وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أصواتهم، فأشفق أبي بكر على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصابه الهم وقال: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبي بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، وفي هذا نزل قول الله تعالي: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة 40. وفي ذلك روي أنهم قالوا لو دخلها هنا أحد لم يكن نسيج العنكبوت على بابه وبذلك دخل إلى المطاردين اليأس والقنوط، بفعل العنكبوت والحمامتين اللتين باضتا في مدخل الغار، وقد فعلنا مالم تفعله الجيوش الجرارة. حينما انقطع الطلب عنهما وهدأت تأثيرات قريش ، وتهيأ الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه للخروج إلي المدينة( دروزة،1400ه،ص،17) ) لقد كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ألي المدينة تعني نشأة أول دار إسلام آنذاك على وجه الأرض، وقد كان ذلك إيذانا بظهور الدولة الإسلامية الأولى ، بإشراف الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم وضع الأسس الهامة لهذه الدولة ممثلة في بناء المسجد النبوي. وعندما استقر مقام النبي صلى الله عليه وسلم عند دار أبي أيوب الأنصاري قريبا من المكان الذي بركت فيه الناقة في مريد (المكان الذي يجفف فيه التمر) لبني النجار ورسل الرسول صلى الله عليه وسلم لبني النجار وهنا كانت الشورى حيث قال لهم : ثامنوني على حائطكم هذا . فقالوا : والله لا نطلب ثمنه إلا من الله تعالي. وكان المريد مملوكاً لغلامين يتيمين من بني النجار هما سهل وسهيل أبناء رافع بن عمرو , وكانا في حجر اسعد بن زرارة فدعاهما الرسول وساومهما على شراء المريد ليتخذه مسجدا . فقالا : بل نهبه اليك يا رسول الله, فأبي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبه، واستمر معهما حتى أبتاعه ليكون مسجداً فلما اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم ، أمر بالنخل فقطع وبالقبور فنبشت وبالخرب فسوين ، وبما فيه من مياه فجفت ، وبذلك أصبح المكان جاهزاً للبناء فيه.( إبن الاثير،1996 ،ص320 )خلاصة يظهر مبدأ الشورى في الهجرة رغم أن الاشياء كانت منزلة من الله عز وجل . منذ بداية الرحلة نجده صلى الله عليه وسلم في أثناء هجرته إلى المدينة كان يشاور أصحابه مثال لذلك مشاورته لأبي بكر رضي الله عنه عندما نزل عليه سيدنا جبريل عليه السلام يأمره بالهجرة في تجهيز الرحلة من كل الجوانب الامنية والمعرفية، ايضاً مشاورته لعلي كرم الله وجهه في المبيت على فراشه ثم مشاورته للغلامين في مثاومتهم على حائطهم المبحث الثالث:-مبدأ الشورى في حل المشكلات التي واجهت الرسول صلى الله عليه وسلم :- أولاً: القضايا الأسرية:- انتشرت قصة الأفك بين الناس في المدينة وحزبه الأمر وهٌلك فيها من هٌلك فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أهل العلم والخبرة والالصق بهم ليستمع إلى أرائهم في الموضوع ، وإختار منهم رجلين وامرأتين من أصحابه المقربين. الرجلان هما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه واسامة بن زيد رضي الله عنه يستشيرهم في فراق أهله ،فأشار عليه أسامة بن زيد بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يا رسول الله أهلك ، ولا نعلم إلا خيراً . وهو بذلك ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يمسك بأهله ، فإن هذه مجرد شائعة لا غير، وما يعرفه من طهارة أهله وشرفهم أكبر من يترك أهله بسببها (الغزالي،(د.ت)،ص268 ). واما علي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك وهو يشير بقوله هذا أن يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ويستريح من الشكوك والقيل والقال ، ولكن بلغه ذكية . (مباركفوري، ، 2003م، ص266) وأما المرأتان فهما الأولى بريرة مولاة عائشة رضي الله عنها وصديقتها في البيت وكانت عارفة بها وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لما سألها : والذي بعثك بالحق ، ما رأيت عليها أمراً قط أغمصه ( أي أعيبها به وأطعن به عليه) فقالت: لا اعلم عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الداجن فتأكله ) فأكدت لرسول صلى الله عليه وسلم أن زوجته من المحصنات الغافلات البريئات مما رميت به من الفاحشة .والثانية زينب بنت جحش رضي الله عنها إحدى أمهات المؤمنين وهي من كانت تسامي عائشة رضي الله عنها عند الرسول صلى الله عليه وسلم وغالباً ما يحمل الحسد مثلها على الظلم والشهادة بالزور ولكنها كانت أروع وأعف لساناً ، من أن تفتري على أختها ما ليس به علمٌ وبعد أن أستمع صلى الله عليه وسلم إلى مستشاريه وتأمل في أقوالهم وشهاداتهم عزم أمره وتوكل على الله وأتخذ موقفه الشخصي في هذا الأمر الخطير . الا وهو براءة أهله من كل رمي يروى عن الفاحشة ليس عند الخائضين في الأفك بينة تثبيت دعواهم الكاذبة. (الصلابي، ص،213، 2008 ) .خلاصة الأمر حادثة الأفك بلغت في الأذى أكثر من مكايدات مرة على الرسول صلى الله عليه وسلم قد وطن نفسه على تحملها أما هذه فقد فوجئ بها . لأنها ليس مما عتاده ، فقد كانت شائعة ولو صحت لكانت طعنة قوية في اهم ما يعتز به الإنسان من الشرف والكرامة فكان مصدر اً للشك والاضطراب ونجده في هذه المصيبة استنجد في ذلك بمشورة أولى الراي .. ثانيا:- المشاكل الاجتماعية:- ( الشورى في دخوله مكة):- عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً لها أشار عليه عمه العباس بقوله يا رسول الله ! إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً فأستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لمشورة عمه وقال : ( نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ). وبهذه المشورة تثبيت لأبي سفيان رضي الله عنه لإسلامه وتقوية لإيمانه. (عبد السلام هارون،ص،287، ( د-ت).) ثالثاً :- سمات الشورى في السياسة النبوية :-نستخلص سمات الشورى في سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في الجوانب التالية :- - لم تكن الشورى قاصرة على الجانب السياسي ، بل كانت الشورى حاضرة في غيره ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير في كل حال بحسبه ، فمرة يخص فئة من أصحابه ومرة يوسع الدائرة.- الشورى لعموم أصحابه حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل شورى الناس وأراءهم ابتداء ، لاقتراح إمر ما أو الاعتراض على فعل معين .- كانت الشورى محصورة في الجانب المباح من الامور ، واما ما كان محرماً في الشريعة فليس فيه شورى ، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد رضي الله عنه عندما شفع في المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع فتجحده فقال له: أتشفع في حد من حدود الله؟ لم تكن هنالك طريقة معينة أو محددة لإجراء الشورى وإنما يبحث من خلالها عن الوصول إلى الرأي السديد. ( سيد قطب ،هذا الدين ط9، القاهرة بيروت دار الشروق، 1987م)،( برهان زريق، الشورى في الاسلام، ص ، 2017 م ، ط1، الإعلام السورية ) المبحث الرابع :- مشاهد الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الجهاد:- أولاً:- مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في غزوة بدر الكبرى :-لما بلغ للنبي صلى الله عليه وسلم خبر نجاة القافلة ، وإصرار زعماء مكة على قتال الرسول صلى الله عليه وسلم ، أستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر في الخروج لملاقاة العدو واختيار المكان الذي ينزلوا فيه ، فايد بعض الصحابة عدم ارتياحهم لمسألة المواجهة بوجهة نظرهم، وقد صور القران الكريم موقفهم وأحوال الفئة المؤمنة عموماً في قوله تعالى: :( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8))( الانفال 5-8). وقد أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو . وعلى سبيل المثال كان للمقداد بن الأسود موقف متميز. فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: شهدت من المقداد مشهدا بأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به ، ولكن أمض ونحن معك، فكأنه سري عن الرسول صلى الله عليه وسلم .(الصلابي،2008م،ص،394) وأتى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال : لا تقول كما قال قوم موسى :( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة 24) وبعد ذلك عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أشيروا علي أيها الناس (يقصد الأنصار)،لأنهم غالبية جنده، ثم تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه فنزل عند أدنى ماء من مياه بدر، وهنا ظهرت الشورى والاستماع لرأي الناس عندما قام الخباب بن المنذر . كخبير عسكري وقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إ أرأيت هذا المنزل ، منزلا أنزله الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أما هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال الحباب : يا رسول الله !! إن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم . أي جيش المشركين . فننزله ونخرب ما وراءه من الآبار . ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال صلى الله عليه وسلم : ( لقد أشرت بالرأي ) فأخذ صلى الله عليه وسلم برأي الحباب ومشورته ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الابار ( الصلابي،2008م،ص،395) . خلاصة القول هذا المشهد يصور لنا مثلاً من حياة صلى الله عليه وسلم في مشاورته للمسلمين واخذ رأيهم ، حيث كان أي فرد من أفراد دولته يدلي برأيه ، وهذه الحرية التي عوًد عليها أصحابه مكنت مجتمع دولته من الاستفادة من عقول جميع أهل الرأي السديد . ثانياً:- مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في غزوة أحد:- بدأت غزوة أحد حين خرجت قريش وعلى رأسها أبو سفيان للهجوم على المدينة والثأر لما نالها من هزيمة فادحة في غزوة بدر وبلغ من قيظ قريش وطغيانها أنها أوقفت على تكاليف غزوة أحد جميع دخل قافلة أبي سفيان التي فر بها قبل معركة بدر حيث ظلت تلك القافلة واقفة عند دار بمكة انتظاراً لما يسفر عنه رأي قادة قريش وقد أتفق أولئك القادة على أن تباع العير وما تحمله . ويخصص الربح كله لتجهيز جيش لقتال المسلمين في المدينة والانتقام لما نالته قريش من هزيمة بدر، وأن نفراً من رجال قريش ممن أصيب أباءهم وإخوانهم يوم بدر كلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش : أن محمداً غدركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه، فلعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصاب منا ، ففعلوا وفيهم أنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )(الانفال الآية 36).وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يستعد في المدينة حين بلغه زحف قوات قريش حيث بلغت مشارف المدينة في اليوم الاول من شهر شوال من العام الثالث للهجرة ، وأعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم في تعبئة قواته ليس على الجانب المادي فحسب بل على الإيمان والحق والقوة ،والشورى باعتبار أن مبدأ الشورى خير سبيل يؤدي إلى توحيد قلوب المسلمين ويجعل كل نفس تحس بأنها جزء لا يتجزأ من غيرها فضلاً عن اكتشاف الآراء الحكيمة والسديدة في ساعات المحن ووقف الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة يستشير المسلمين قبل المعركة، في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة المشركين وكان راي النبي صلى الله عليه وسلم البقاء في المدينة ، لكن أصحابه شاروا عليه بالخروج للعدو وخاصة الذين لم يحضروا بدراً . وبعد استماع الرسول صلى الله عليه وسلم لرأي المؤمنين قال لأصحابه ( فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا. وأن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها وفي نفس الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكره الخروج بنا إلى أعدائنا ورغم ذلك نزل صلى الله عليه وسلم على رأيهم(المباركفوري،2006،ص،196) ) . وكذلك نجد عندما أشار سليمان الفارسي رضي الله عنه بفكرة حفر الخندق ، استحسن صلى الله عليه وسلم فكرته وأمر بتنفيذها وكانت سبباً من اسباب النصر في تلك الغزوة .( الصلابي، 2008م،ص،471 ).خلاصة القول إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ظهرت موافقته واحترامه لمبدأ الشورى وما استقر عليه من رأي أصحابه وإن كان هذا الرأي يخالف ما راه الرسول صلى الله عليه وسلم . ثالثاً :- مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في صلح الحديبية :- في يوم الإثنين من ذي العقدة سنة 6 هجرية خرج الرسول صلى الله عليه وسلم متوجهاً بأصحابه إلى مكة لأداء العمرة حيث أصبح المسلمون مشتاقون إلى زيارة الكعبة والبيت الحرام فقد مضى ست سنين ولم يتشرفوا بزيارة البيت ، ويقضوا شيئاً من حاجات النفس المشوقة إليه وزاد الشوق عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم يدخلون المسجد الحرام محلقين رؤوسهم ومقصرين ولكن كيف ينفذ هذا الأمل والمشركون حريصون على صدهم عن البيت الحرام حتى إذا كان على ارواحهم ؟ لذلك رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في فكرة خروج العرب ومن حوله من الأعراب ليخرجوا معه معتمرين كي تعلم قريشاً أنه لا يريد حربا فأستجاب له بعض الأعراب وأبطأ عنه الكثيرون وفي ذي العقدة من هذا العام خرج النبي صلى الله عليه وسلم معه الهدي سبعين بعيراً تعبيراً عن حسن النية حتى يكون إيذانا للناس أنه لم يرد حرباً ، وانما خرج زائراً للبيت ومعظما له .فلما كان بذي الخليفة قلد الهدى وأشعره وأحرم بالعمرة ، وبعث أمامه عيناً له وهو بشر بن سفيان الخزاعي ليأتيه بخير قريش، وصلوا عسفان جاءهم بشر الخزاعي بخبر قريش فقال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرتك وقد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدأ. ( مهدي رزق الله ،2003م،ص32).هنا نلاحظ استشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لإصحابه في أن يغيروا على ديار القبائل التي ناصرت قريشاً ليجعلها تعود للدفاع عن ديارها ، فقال أبو بكر رضي الله عنه ، يا رسول الله خرجت عامداً لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد ، فتوجه له، فمن صدنا قاتلناه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمضوا على أسم الله . ولكن وصل النبأ إلى قريش وحزم على ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم شر الملاقاة وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يا ويح قريش قد اكلتهم الحرب ماذا عليهم خلوا بيني وبين العرب فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وأن يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش ؟!فو الله أجاهد على هذا الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة.نجد الرسول صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الخروج إلى البيت معتمرين فإن صدتهم قريش قاتلوهم فأشاروا عليه بالخروج وفرحوا بمقدمتهم على البيت ولكن الله تعالى أراد هو خير لهم فجرت مفاوضات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش طويلة حتى كتب الصلح بينهم وكان سهيل بن عمرو يمثل قريش وكان ذلك في صالح المسلمين وجعل الله لهم من دونه فتحاً قريباً . ولعل أصحابه رضوان الله عليهم تأثروا بصد قريش لهم ثم الصلح معهم على أن يرجعوا هذا العام ويأتوا العام القادم في عمرة القضاء ولما فرغ رسول صلى الله عليه وسلم من قضية كتابة الصلح قال لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا حتى قالها ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد هنا ظهر مبدأ الشورى حيث نجده ، دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ أخرج ثم لا تكلم أحد منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً عمدا وقد حلق رجال يوم الحديبية وقصر . أخرون فقال رسول صلى الله عليه وسلم يرحم المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال يرحم الله المحلقين قالوا المقصرين يا رسول الله؟ يرحم الله المحلقين قالوا المقصرين يا رسول الله؟ قال المقصرين . فقد كان رأي أم سلمة سديداً ومباركاً حيث فهمت رضي الله عنها عن الصحابة أنه وقع في أنفسهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل أخذا بالرخصة في حقهم وأنه يستمر على الإحرام أخذ العزيمة في حق نفسه فأشرت على النبي صلى الله عليه وسلم إن يتحلل لينتهي عنهم هذا الاحتمال وعرف النبي صلى الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله فلما رأى الصحابة ذلك بادروا إلى فعل ما امرهم به فلم يبق بعد ذلك غاية تنتظر فكان ذلك رأياً سديداً ومشورة مباركة .(الصلابي،2008م،ص،478) خلاصة الأمر مشاورة أم سلمة أم المؤمنين دليل على استحسان مشاورة المرأة ما دامت ذات رأي سديد وعقل صائب وبأن المرأة لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي الخاتمة:إن المتأمل لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته رغم علو منزلته عند ربه ومكانته بين أصحابه نجده كثير التشاور معهم . وكان يأخذ هذه الشوري في وضع الخطط لمعالجة المواقف الصعبة ولفتح الباب الذي يغلق أمامه، ويأخذها كوسيلة للكشف عن أصحاب الراي السديد .النتائج والتوصيات:- أولا النتائج-1- إن الرسول صلى الله عليه وسلم عود أصحابه على التصريح بآرائهم عند مشاورته لهم حتى ولو خالفوا رايه. 2- إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعالج مشاكل الأمة ولم يعاتب أحداً لأنه أخطأ في اجتهاده ولم يساعده الحظ في رائه ومشورته .3- الشورى سنة مؤكدة وسيرة محفوظة ، كان يعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم كلما قدم على عمل أو قول يستجوبها ويلجأ اليها فيما صعب عليه من أمور الحياة .4- إن الدولة التي تتمسك بأمر الشورى وتعتبرها أمراً إلاهياً وسلوكاً نبوياً سوف يسودها الأمن والامان والتوفيق والنجاح. 5-الشورى تؤدي إلى اطمئنان الشعب على أنه يفعل الصواب مما يقلل لمن عملية الخوف والتوتر ويساعد على إنجاح مبدأ والالتزام بها، 6- الشوري عامل من عوامل إنضاج الفكر والراي العام، حيث تسهم في تكوين الراي الرشيد الذي يساعد علي استقرار الدولة، والقضاء على السلبية واللامبالاة التي يعاني منها المجتمع.ثانياً التوصيات:-1- أن تكون هنالك دراسة عامة وشاملة في شورة المرأة وفي دورها في بناء الدولة الاسلامية . 2- دراسة عامة وشاملة الشورى في العهد الراشد.3- دراسة مقارنة بين الشورى والديمقراطية.المصادر والمراجع : -أولا:-المصادر:-1-القرآن الكريم2- أبن الاثير ، عز الدين أبو الحسن الجزري : الكامل في التاريخ ،دار صادر بيروت ، 1996م . 3- عبد السلام هارون : سيرة أبن هشام ،دار احياء التراث ، بدون تاريخ.4- إبن سعد ، مجمد بن سعد : الطبقات الكبرى، دار صادر بيروت ، 1968م.5- أبن فارس ، أبي الحسين أحمد بن زكريا : معجم مقاييس اللغة ، ج3، ط2، تحقيق عبد السلام محمد هارون ،دار الجيل بيروت ،2004م.6- المسعودي، أبو الحسن علي بن حسين: مروج الذهب ومعادن الجوهر دار المعرفة بدون تاريخ نشر تاريخ نشر.7 - أبن منظور ، محمد بن مكرم الأفريقي المصري: لسان العرب،ج4،ط1 ، دار صادر بيروت بدون تاريخ. ثانياً:-.المراجع:-1 - برهان زريق: الشورى في الاسلام ، ط1، الإعلام السورية ، 2017م.2--البوطي ، محمد رمضان البوطي: فقه السيرة، بيروت ، 1999م.3- راغب السرجاني: السيرة النبوية، بدون دار نشر وتاريخ نشر 4- حسن إبراهيم حسن: تاريخ الاسلام السياسي والثقافي والاجتماعي مكتبة النهضة المصرية القاهرة، م.1971 5- حسين بن محمد المهدي : الموسوم بحقوق الانسان في السنة النبوية، 2005م.6- -سيد قطب ،هذا الدين:ط9، القاهرة بيروت دار الشروق، 1987م.7- صفي الرحمن مبار كفوري : الرحيق المختوم ، در الوفاء، 2003م. 8- الصلابي علي محمد الصلابي : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل الأحداث، الطبعة الثامنة ، دار المعرفة بيروت لبنان ، 2008 م. 9- الكوفي ، أبو البقاء أيوب بن موسى: الكليات، تحقبق عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة بيروت 1419 ه، 10- محمد عزة دروزة: سيرة الرسول،ج2، الدوحة ،1979م.11- محمد الغزالي: فقه السيرة ،بدون دار نشر وتاريخ نشر.12- مهدي رزق الله أحمد : السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ، دار إمام الدعوة للنشر والتوزيع ، السعودية ،2003م.13- اليعقوبي، أحمد بن يعقوب: تاريخ اليعقوبي، دار صادر بيروت، 1960م.International Journal of Academic Multidisciplinary Research (IJAMR)ISSN: 2643-9670Vol. 6 Issue 8, August - 2022, Pages: 340-350www.ijeais.org/ijamr341